ترقب وخوف متواصل، تذمر وقلق واستياء عام، هكذا هو حال سكان حي الفداء القصديري ببلدية بوروبة بالعاصمة، فرغم عمليات إعادة الإسكان التي باشرتها مصالح ولاية الجزائر منذ سنة 2014، ورغم أيضا خطر الفيضان الذي يحدق بهم إلا أن كل هذا لم يشفع لترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم. لا يزال سكان حي الفداء القصديري "مركز عبور المحلى رقم 3" التابع إداريا إلى بلدية بوروبة ينتظر تجسيد وعود مسؤوليهم على أرض الواقع رغم الوعود الكثيرة التي أطلقوها من قبل وفي كل موعد انتخابي ولكن رغم الحالة المزرية التي يقطنون فيها ولكن تبخرت الوعود وبقيت حبيسة أدراج المكاتب. "الشروق" زارت الحي القصديري الذي يقطنه ساكنوه منذ 1990 وغير بعيد عن الطريق الرئيسي الرابط بين باش جراح وبوروبة، حيث أكد ساكنوه أنهم يعتبرون من قدامى الحي بعدما تقطعت بهم السبل قاموا بتشييد بيوت قصديرية في الحي، حيث وعدتهم السلطات في ذلك الوقت بترحيلهم في مدة أقصاها شهر فمرت الأشهر والسنوات ولم يرحلوا رغم الحالة المزرية التي يقطنون فيها خصوصا بعد سقوط الأمطار، حيث يقضون ليالي بيضاء، خوفا من تسرب مياه الأمطار إلى مساكنهم، وهو ما يتسبب في ما لا تحمد عقباه، وقالوا في هذا الإطار: "ناشدنا مسؤولي البلدية التكفل بقضيتنا منذ سنوات عديدة، ولكن لا حياة لمن تنادي". وأضاف السكان أنهم قاموا بالنوم في الشارع وهذا بسبب تسرب مياه الأمطار إلى بيوتهم القصديرية في الأسابيع الماضية خوفا من تكرار سيناريو قسنطينة الذي راح ضحيته شخصان، وما زاد الطين بلة هو انجراف التربة الذي عرفه الحي وأدى إلى سقوط غرفة في بيت قصديري، وقالت إحدى السيدات "منذ 1990 ونحن نعاني… رحلونا أو اتركونا نموت ردما". وإضافة إلى الحالة المزرية انتشار الروائح الكريهة وانفجار قنوات الصرف الصحي والانتشار الرهيب للرطوبة ما زاد من متاعب السكان، وناشدت أكثر من 357 عائلة والي العاصمة والوالي المنتدب لحسين داي التدخل وإخراجهم من الوضع المعيشي المتردي الذي توجد عليه هذه العائلات وختموا "مللنا الوعود الكاذبة نريد الترحيل… وإذا متنا ردما لا نريد المسؤولين في حينا".