لا يزال سكان حي الفداء، التابع إداريا إلى بلدية بوروبة بالحراش بعاصمة البلاد، ينتظرون الفرج من طرف والي العاصمة، عبد القادر زوخ، من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ لهم كرامتهم، بالرغم من الوعود الكثيرة التي أطلقها مسؤولو البلدية في كل مرة ولكن بقيت وعودهم حبيسة الأدراج. يعيش سكان حي الفداء ببلدية بوروبة بالحراش حالة من الترقب والقلق بسبب تجاهل مسؤولي البلدية الذين أطلقوا وعودا بترحيلهم إلى سكنات في وقت سابق ولكن دون جدوى، حيث وفي كل مرة يتهربون ويلقون باللائمة على مسؤولي ولاية الجزائر، مؤكدين أن ملف إعادة الإسكان لم يعد بين أيدي رئيس البلدية. وأكد سكان الحي ممن التقتهم بهم "الشروق" أنهم يعيشون في ظروف أقل ما يقال عنها إنها مزرية، خصوصا في فصل الشتاء، حيث يقضون ليالي بيضاء، خوفا من تسرب مياه الأمطار إلى مساكنهم، وهو ما يتسبب في ما لا تحمد عقباه، وقالوا في هذا الإطار: "ناشدنا مسؤولي البلدية التكفل بقضيتنا منذ سنوات عديدة، ولكن لا حياة لمن تنادي"، مضيفين: "حرام عليكم أين حقنا... نعيش منذ 15 سنة في ظروف كارثية". وقال السكان إن أزمة السكن التي يعانون منها هي سبب تشييدهم هذه السكنات القصديرية، وقالوا: "بعدما انقطعت بنا السبل اضطررنا إلى تشييد السكنات"، مردفين أنهم هم أبناء الحي القدامى ولكن هذا الأمر لم يشفع لهم في ذلك.. "مللنا الوعود الكاذبة في كل حملة انتخابية". وما زاد الأمر تدهورا، تمركز حيهم أمام ملعب بوروبة، حيث وأثناء كل المباريات يقومون بتهريب عائلاتهم خوفا من أعمال عنف قد يشهدها الملعب، بالإضافة إلى الألفاظ البذيئة التي تطال مسامعهم وهم داخل مساكنهم الواقعة بين الملعب ودار الشباب. وطالب سكان الحي والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بالتدخل العاجل لترحيلهم في أقرب الآجال، في ظل تنصل المسؤولين المحليين، سواء رئيس البلدية أم الوالي المنتدب للحراش من مسؤولياتهما.