تسارعت الأحداث ببلدية هواري بومدين بقالمة، الأحد، عقب عثور أحد الفلاحين نهار الجمعة على هيكل عظمي متحلل لجثة بشرية مجهولة، في حقله الزراعي بمنطقة ّبلاد جول، عندما كان بصدد حرث وتقليب الأرض، بغرض زراعتها، أين علقت بعض بقايا هيكل عظمي لجثة بشرية في المحراث. سارع الفلاح إلى إبلاغ الجهات الأمنية ممثلة في فرقة الدرك الوطني لبلدية هواري بومدين، والذين تنقلوا إلى الحقل الزراعي مدعومين بفرقة من الشرطة العلمية التي قامت عناصرها بالمعاينة الميدانية وأخذ العينات اللازمة التي من شأنها المساعدة في عملية التحري والتحقيق، قبل نقل الهيكل العظمي المتحلل بغرض عرضه على الخبرة العلمية لتحديد هوية صاحبه وفترة وفاته. وبحسب ما ذكرت مصادرنا فإنه وإلى جانب الهيكل البشري لجثة كاملة، لم يتضح ما إن كانت تتعلق بامرأة أو رجل، فقد تم العثور أيضا على بقايا رجل بشرية في نفس المكان، وهو ما دفع بالسلطات إلى اتخاذ قرار بتوسيع دائرة الحفر في الحقل الزراعي، باستعمال بعض التقنيات للحفاظ على الهياكل العظمية في شكلها الأصلي، حيث تم تطويق المكان من طرف وحدات الدرك الوطني. وتم الشروع في عملية الحفر والتنقيب، ليتم اكتشاف 6 هياكل عظمية لجثث متحللة مدفونة في الحقل الزراعي، الذي لم يتم حرثه أو زراعته على مدار عدّة عقود من الزمن. وفي ظلّ العثور على عدد آخر من الهياكل العظمية، فقد نفت مصادرنا الإشاعات التي تم تداولها وسط الشارع المحلي ببلدية هواري بومدين سابقا، حول فرضية أن تكون الجثة التي تم العثور عليها الجمعة الماضية، هي لسيدة كانت قد اختفت بالمنطقة قبل سنوات. فيما تزايدت الاحتمالات والفرضية حول تلك الهياكل العظمية التي قال البعض إنها قد تكون لشهداء الثورة التحريرية الذين تم دفنهم في مقبرة جماعية دون علم أحد، خلال فترة الاستعمار الفرنسي، فيما ذهب آخرون إلى طرح فرضية أن تكون تلك الهياكل العظمية لجثث أشخاص ليسوا من المنطقة وتمت تصفيتهم خلال العشرية السوداء من طرف بعض الجماعات المسلحة، والتخلص منهم في الحقل الزراعي. وفي الوقت الذي تم فيه تجميع عظام الرفات للقيام بالإجراءات اللازمة، والتحاليل العلمية لتحديد الحقبة الزمنية التي تعود إليها، وكذا تحديد هوية أصحابها وظروف وفاتهم، تبقى بلدية هواري بومدين تعيش على وقع هذه الحادثة التي شغلت الرأي العام المحلي منذ نهار الجمعة الماضي.