يجري ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، زيارة إلى الجزائر بداية ديسمبر القادم، ضمن جولة لعدد من الدول العربية، بدايتها حليفه القوي الإمارات، ثم البحرين وتليها مصر، وتتزامن هذه الزيارة، مع الضغوط التي يتعرض لها "الأمير" جراء قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي الشهر الماضي. اكتفت وكالة الأنباء السعودية، بنشر قصاصة خبرية، الخميس، عن الجولة التي بدأها محمد بن سلمان لدول عربية وجاء فيها "بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وحرصا على تعزيز علاقات المملكة إقليمياً ودولياً، واستمراراً للتعاون والتواصل مع الدول الشقيقة في المجالات كافة، فقد غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لزيارة عدد من الدول العربية الشقيقة…"، ولم تشر البرقية إلى محطات الزيارة، لكن مصادر متطابقة، تؤكد أن الجزائر ستكون واحدة من المحطات التي سيتوقف عندها، وهذا في بداية ديسمبر. وتعد زيارة بن سلمان الأولى له منذ تبوئه منصب "الوريث"، وتأتي في سياق حساس للغاية، حيث يتعرض الأمير إلى ضغوط كبيرة على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول التركية، وتوجه جهات عدة، أصابع الاتهام إليه باتخاذ قرار تصفية خاشقجي. كما تعد الزيارة "المطولة" التي يقوم بها بن سلمان، إلى عواصم عربية بينها الجزائر، فرصة للخروج من "الأزمة"، وفك الحصار المفروض عليه، وتتزامن الزيارة كذلك مع التراجع المسجل في أسعار النفط، وتُتهم الرياض بأنها المتسببة الرئيسية في هذا الوضع، وما يؤكد هذا، الثناء الذي لقيته الرياض من الرئيس دونالد ترامب، وتشكل الزيارة فرصة للمسؤولين في الجزائر للتباحث في الموضوع، والذي يشكل لها "طوق نجاة" من أية أزمة محتلمة في حالة تراجع آخر لأسعار الذهب الأسود. وتعرف العلاقات الجزائرية السعودية، "ركودا" و"انتعاشا"، حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها، مع الاتهامات التي أطلقها الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني، حينما اتهم الرياض بمحاولة "تركيع" الجزائر عبر ورقة النفط، ثم الزيارة التي أداها وزير الخارجية السعودي للجزائر عادل الجبير، وما ميزها أنه لم يحظ باستقبال الرئيس بوتفليقة، وعمَقت بعض الملفات على الساحة العربية كسوريا واليمن "الهوة" بين البلدين. لكن العلاقات عادت إلى مستوياتها الطبيعية بعد الزيارة التي أداها المستشار في الرئاسة الطيب بلعيز، والذي اجتهد في شرح المقاربة الجزائرية من الأزمات المستجدة انطلاقا من العقيدة الدبلوماسية "رفض التدخل في شؤون الدول ورفض التدخل في الشؤون الداخلية لنا"، ليطلق بعدها الوزير الأول السابق عبد المالك سلال تصريحه الشهير الجزائريون سيقفون كرجل واحد للدفاع عن البقاع المقدسة"، لتؤكد الجزائر أكثر من مرة رفضها وإدانتها، للهجمات التي تتعرض لها المملكة من طرف الحوثيين المدعومين من إيران، رغم العلاقات الطيبة التي تجمع الجزائر وطهران.