يوجد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لمالي محمد دكو في شمال البلاد على رأس وفد من نفس المؤسسة، وذلك للتفاوض مع الجماعات الإسلامية المسلحة. وقالت مصادر إن دكو سيجري مباحثات خلال عدة أيام مع زعيم حركة أنصار الدين الإسلامية التي تعترف بالمجلس كمحاور وحيد في مالي. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد المقربين من رئيس المجلس الإسلامي الأعلى محمود دكو، أن الأخير موجود الاثنين في غاو بشمال مالي للتفاوض مع الجماعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على هذه المنطقة منذ أربعة أشهر. وقال المصدر نفسه طالبا عدم كشف هويته "ان رئيس المجلس الإسلامي الأعلى محمود دكو وصل الأحد إلى غاو لإجراء مفاوضات مع الجماعات الموجودة على الأرض لتستعيد الدولة المالية السيطرة على كل البلاد". وأضاف "سنلتقي أشقاءنا الماليين. وان كانوا مسلمين مثلنا فلا يوجد اي سبب يمنعنا من إيجاد حل". وأكدت مصادر أخرى في غاو اتصلت بها وكالة فرانس برس وجود وفد المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة محمود دكو. وأضافت هذه المصادر ان دكو سيجري خصوصا مباحثات "خلال ايام عدة" مع اياد اغ غالي زعيم حركة أنصار الدين الإسلامية التي أكدت دوما ان محاورها في مالي هو المجلس الإسلامي الأعلى. وكان اياد اغ غالي تفاوض بوساطة المجلس الإسلامي الأعلى بشأن إطلاق سراح 160 جنديا ماليا في أفريل بعد ان وقعوا في الأسر في بداية الهجوم الذي شنه في الشمال في جانفي الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد والجماعات الإسلامية المسلحة. لكن جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا الإسلاميتين المتحالفتين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أخرجتا الحركة الوطنية لتحرير ازواد من المنطقة التي سقطت في أيديهما تماما منذ أواخر مارس وحيث بدأتا بتطبيق الشريعة التي يريدون فرضها في سائر أرجاء مالي. وخلافا للحركة الوطنية لتحرير ازواد لا تطالب هاتان الجماعتان باستقلال شمال مالي.