قام وزير الثقافية بتكريم نخبة من الباحثين بقصر الثقافة على اثر الاكتشاف التاريخي المهم الذي وقعوه بموقع عين بوشريط بولاية سطيف، والذي يؤكد أن الوجود البشري في شمال إفريقيا يعود إلى مليونين وأربعمائة ألف عام وهو ثاني أقدم تواجد بشري في العالم. أعلن فريق بحثي أثري من الجزائر وإسبانيا وأستراليا وفرنسا عن اكتشاف "أقدم أدوات حجرية وبقايا عظام حيوانات تحمل آثار جزارة بموقع "عين بوشريط" يعود تاريخها إلى "مليونين وأربعمائة ألف عام" تؤكد على أن هذا الموقع هو "أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا" و"ثاني أقدم تواجد بشري في العالم" وهذا بعد موقع "قونا" في إثيوبيا الذي يعود تاريخه إلى "مليونين وستمائة ألف سنة" وقال وزير الثقافة أن هذا الاكتشاف من شانه أن يغير الكثير من المسلمات التاريخية وقد تم الإعلان عن الخبر في توقيت موحد مع الجملة العلمية الأمريكية "ساينس". الاكتشاف الأثري تم توقيعه في إطار مشروع بحث حول "أقدم تعمير بشري في شمال إفريقيا" تحت إشراف الباحث الجزائري محمد سحنوني إلى جانب باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ وكذا المركز الوطني الإسباني للبحث في تطور الإنسان وهذا بالتنسيق مع باحثين من جامعة "غريفيث" بأستراليا ومعهد الباليوايكولوجيا الإنسانية والتطور الاجتماعي الإسباني والمتحف الوطني الإسباني للعلوم الطبيعية وجامعتي سطيف 2 والجزائر 2 بالإضافة إلى المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي. وقال الباحث محمد سحنوني المشرف على فريق الاكتشاف في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أن هذه الحفرية "تدل على أن أول تواجد للإنسان في شمال إفريقيا أقدم بكثير مما كان معتقدا سابقا، مؤكدا في هذا السياق أن التواجد البشري بعين بوشريط يعاصر تقريبا التواجد البشري في شرق إفريقيا إثيوبيا الذي يعتبر الأقدم في العالم. وأضاف المتحدث في ذات التصريح ان البحث الذي انطلق في "التسعينيات" من القرن الماضي شارك في إنجازه 12 باحثا جزائريا وأجنبيا من مختلف التخصصات العلمية من آثار وجيولوجيا وأنثروبولوجيا وغيرها مضيفا أنه سيفتح نوافذ أخرى لاكتشافات جديدة مستقبلا.