أكد الباحث والأكاديمي، محمد لخضر معقال، الاثنين، أن العرب لم يحسموا بعد في شكل الدولة أو الكيان السياسي لما يسمى اليوم بالعالم العربي، وقال الباحث إننا اليوم لا ندري بالتحديد ماذا نقصد بالعالم العربي هل الدول أم أمة أو شعوب. مشددا على أن ما يوحد اليوم هذا العالم هو العربية الأكاديمية وهذا لا يعتبر -حسبه- عنصر وحدة لأن ما يوحد الشعوب هي اللهجات المحلية وليس الأكاديمية، جاء هذا في إطار محاضرة ألقاها معقال في إطار الطبعة السابعة لصالون الجزائر للكتاب وفيها قدم قراءة لأزمات العالم العربي التي قسمها إلى ثلاث مراحل استقرأ عبرها تاريخ العالم العربي والإسلامي بداية من أزمات التأسيس التي كان فيها الإسلام عنصر وحدة إلى حد ما المجتمع ما يزال متعدد الديانات والمشارب السياسية. وقد اعتبر المتحدث أن اغتيال علي ابن أبي طالب في هذه المرحلة وظهور طائفتي السنة والشيعة أول بوادر ظهور ما يعرف بالدولة الوطنية ككيان سياسي ما تزال آثار هذه الطائفية ماثلة إلى اليوم، أما المرحلة التي أسماها الباحث بأزمات التطور تحدث خلالها عن العوامل التي أظهرت العالم العربي ككيان موحد عندما هوجم من طرف الصليبين، وهنا شدد المتحدث على اعتبار تلك الحروب ذات أهداف ومضامين اقتصادية وإن اتخذت الطابع الديني، ليعود بالحديث إلى حملة نابليون على مصر التي شكلت بداية ظهور النخب المتفتحة على الغرب والثقافات الأخرى. وقد خلص المحاضر إلى نتيجة مهمة مفادها أن ما يسمى اليوم بالعالم العربي لم يتبلور بعد شكله النهائي وما يزال أسير التشرذم واختلاف الأنظمة السياسية والمعتقدات الدينية والأنظمة الاقتصادية، وأكد أن منذ القرن الثامن عشر ما يزال التاريخ يتكرر ويعيد نفسه في هذه المنطقة التي تنقسم إلى شرق متفتح ومتسامح ومغرب تميز على مر العصور بالتعصب للعرق البربري خاصة والحروب الطاحنة بحكم تواجده على أهم المعابر الاقتصادية والمناطق الاستراتيجية المباشرة للامبراطوريات الاستعمارية.