أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن الاقتصاد الأمريكي يمر بأوقات عصيبة وقال إنه يؤيد الإجراءات التي اتخذها (البنك المركزي الأمريكي) لاستعادة النظام في أسواق المال المضطربة. وقال بوش للصحافيين بعد اجتماع مع مستشارين اقتصاديين كبار ان رسالته الى البلاد والعالم هي أن الولاياتالمتحدة تسيطر على الوضع .. وهذا الاعلان في حد ذاته إعلان عن الخطر الداهم الذي يتهدد الاقتصاد الامريكي واقتصاد الدول المرتبطة به او بعملته.أجل ان الانهيارات في الاقتصاد الامريكي تهدد العالم بانهيارات حادة بعد ان ارتبطت كثير من دول العالم بعجلة الاقتصاد الامريكي تحت وطأة الارهاب الامريكي الممارس ضد شعوب الارض.. والمحللون الاستراتيجيون يصرخون في كل واد يحذرون من كارثة اقتصادية تحيق بالبشرية.. فلقد شهدت الاسهم العالمية تراجعا حادا بمعدل 3 % وهبط الدولار مقابل سلة العملات الدولية حيث أشعل بيع بنك (بير ستيرنز) الامريكي بسعر بخس وخفض طارئ لسعر إقراض رئيسي من جانب (البنك المركزي الامريكي) شرارة المخاوف من سقوط ضحايا جدد في أزمة الائتمان العالمية. لقد انخفضت المؤشرات الرئيسية في اليابان مثلا أكثر من 3.5 في المئة. واتجهت وول ستريت في بريطانيا الى تراجع حاد عند الفتح.إن شراء( جي.بي. مورغان لبير) لبنك ستيرنز مقابل دولارين للسهم وهو سعر متدني يطرح تساؤلات بشأن عملية التقييم التي يقوم بها بعض الاشخاص، الامر الذي يعني ان القطاعات المالية والسوق بصفة عامة متدنية للغاية والامر لا يقف عند حد بنك من بنوك الائتمان الذي قدرت قيمة الازمة المتفاقمة لبنك الاستثمار الامريكي الواقع في خضم أزمة ائتمان عالمية بنحو 236 مليون دولار. وتدخلت الحكومات في محاولة لتخفيف الازمة بضخ الاموال في الاقتصاد. وفي فيفري عرضت الحكومة الامريكية تقديم 125 مليار دولار في خطة لحفز الاقتصاد. وفي المملكة المتحدة قامت الحكومة البريطانية بتأميم بنك نورثرن روك وهو أكبر ضحية بريطانية لأزمة الائتمان العالمي. كذلك تدخل مجلس الاحتياطي الاتحادي الامريكي والبنوك المركزية الاخرى، وهكذا تعيش العجلة الاقتصادية الامريكية لحظات الاعلان عن الانهيار وتستمر حالة الفوضى التي يقودها مجرمو الحرب في الولاياتالمتحدة في غزوهم باهظ التكلفة للعراق وأفغانستان والصومال، ما يعني ان النزف المستمر لن يجد من يوقفه وان الانهيار في أحد جيوب النظام سيتواصل كما تسونامي. ومن المحزن ان الجوعى من الشعوب المغلوبة على أمرها ستجد نفسها تزداد جوعا وفقرا. أما بلاد العرب فإنها ستجد نفسها من يدفع الفاتورة المضاعفة. كما أكد رئيس البنك الدولي روبرت زوليك الاثنين انه لا يوجد بلد بمنأى عن الأزمة المالية العالمية، رافضا نظرية الفصل بين الدول الغربية التي تواجه صعوبات وبين الدول الناشئة المرتفعة النمو.