في أول يوم من محاكمة الإرهابي بحري الجيلالي، المدعو "الذيب الجيعان"، فصلت محكمة الجنايات بسيدي بلعباس، في قضيتين من أصل تسع قضايا متابع بها وأصدرت ضده حكما ب10 سنوات لكل قضية مع حرمانه من جميع حقوقه المدنية لمدة 5 سنوات. القضية الأولى، حملت تهمة انضمامه إلى جماعة إرهابية، وهي التهمة التي نفى خلالها المتهم بحري الجيلالي الذي كان يدعى (عبد الرحيم) وسط الجماعات الإرهابية، كلّ التهم المنسوبة إليه، مصرحا أنه التحق بصفوف الجماعات المسلحة مرغما، بعد تهديده بالموت من طرفها والضغط الذي كان يمارس ضده من طرف قوات الأمن ببلدية عين آذن، التي ينحدر منها، كما أضاف أنه كان ينوي الهروب نحو ليبيا، وبعد أن تعذّر عليه ذلك، قرّر الالتحاق بصفوف الجماعة الإرهابية شهر نوفمبر 1994، ومنذ تلك المدة إلى غاية 1998، صرّح أنه لم يقم بأي فعل إجرامي وكان يعمل فقط ببندقية (فردية) لحماية نفسه، كما كان يقتصر دوره خلال الحواجز المزيفة، بحمل البنزين الذي كان يسلب من السيارات التي يقتل ركابها. الشهود ومن جهتهم تراجعوا عن اعترافاتهم ونفوها كلها، بما فيها إرغامهم على تقديم أموال ومؤونة إلى بحري الجيلالي "الذيب الجيعان" الذي سلم نفسه إلى قوات الأمن يوم الأربعاء 16 نوفمبر 2006. دفاع المتهم واستنادا منه لمحتوى مواد قانون السلم والمصالحة الوطنية، التمس من المحكمة تبرئة موكله، فيما التمست النيابة العامة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا، كون أن المتهم كان يحمل سلاحا من نوع كلاشينكوف في2001، وهو السلاح الذي كان يحمله خلال تلك الفترة، فقط القادة والأمراء، بعد أن نفدت منابع أسلحة الجماعات الإرهابية. وبعد المداولة، نطقت المحكمة ب10 سنوات سجنا ضده، وحرمانه من حقوقه المدنية لمدة 6 سنوات. أما القضية الثانية، فكانت تهمتها جناية بث الرعب، التآمر على أمن الدولة، وخلق جو انعدام الأمن، وذلك خلال سنوات 96، 97، أين كان "الذيب الجيعان" ينزل إلى قرية عين آذن، حاملا سلاحه رفقة المجموعة الإرهابية، وذلك بهدف جمع المؤونة، خالقا جوّا مرعبا وسط نفوس المواطنين، "الذيب الجيعان"، وفي تعليقه على التهم المنسوبة إليه، لم ينكر أنه كان ينزل إلى البلدية لفعل ذلك، وإنما نفى أن يكون قد بث الرعب وسط المواطنين، كونه لم يشاهد من طرف أي كان وهو يحمل سلاحه المتمثل في بندقية (فردية). النيابة العامة في هذه القضية، التمست عقوبة السجن المؤبد وبعد المداولة، نطقت المحكمة بسجن "الذيب الجيعان"، ب10 سنوات وحرمانه من جميع حقوقه المدنية لمدة 5 سنوات. وهي الأحكام التي لم يتقبلها "الذيب الجيعان"، الذي كان هادئا بداية الجلسة وحتى خلال مداخلته التي كان يستعمل فيها القسم كثيرا وهو ينفي التهم المنسوبة إليه. هذا وستتواصل محاكمته في سبع قضايا المتبقية إلى غاية يوم السبت المقبل. م. مراد