أثار مشهد ظهور ممثل عار في مسرحية العرض المسرحي السوري الألماني "يا كبير"، غضبا واستنكارا كبيرين في الأوساط الشعبية في الشارع التونسي، حيث تداولت شبكات التواصل الاجتماعي صورة الممثل السوري وهو عار فوق ركح المسرح البلدي، في إطار أيام قرطاج للمسرح، وهو عرض خارج المسابقة لمجموعة من الممثلين السوريين يعيشون في ألمانيا. وجاءت الردود متفاوتة بين رافض لمثل هذه المشاهد وبين من وصفها باللقطة العادية ضمن مشهد مسرحي عابر، مثلما كانت عليه الحال في تظاهرات مسرحية سابقة مثلما تناقلته بعض المنابر الإعلامية. علما أن المسرح التونسي معروف عنه جرأته في مجال تخطي الطابوهات على المستوى الفني والركحي في الوقت الذي كان يستوجب على المديرية الفنية للمهرجان برئاسة الفنان حاتم دربال الحرس على انتقاء العروض المشاركة ضمن فعاليات الطبعة 20، غير أن تخوفات الطبقات المثقفة أو الأوساط الفنية عموما ظل يحركها هاجس الاستغلال والتوظيف من الجهات الإسلاموية التي تغذي التطرف على بعد مسافة زمنية قصيرة عن حادثة التفجير الذي كان شارع الحبيب بورقيبة مسرحا له في سياق العملية الإرهابية التي نفذتها امرأة في مشهد دموي عنيف عن طريق تفجير نفسها أمام المارة ما أدى إلى تسجيل جرحى في صفوف المواطنين وأعوان الأمن. وعبرت آراء وردود فعل مجموعة من الفنانين، والكتاب التونسيين الذين سألتهم "الشروق" حول مشهد ظهور الممثل المسرحي السوري عاريا في مسرحية "يا كبير"، عن مخاوفها من استغلال وتوظيف حادثة المسرح البلدي، توظيفا سياسيا سلبيا، تونس وشعبها في غنى عنه اليوم، خاصة في ظل وجود مخاوف من تهديدات الجماعات المتطرفة ربما ما دفع قوات الأمن إلى تكثيف الوجود والانتشار الأمني لأعوان الأمن بالزي الرسمي والمدني على مستوى قاعات العرض بهدف تأمينها وتأمين ضيوف المهرجان من المشاركين خاصة في ظل توافد عدد كبير من المتفرجين من بينهم عائلات. وفي سياق ردود الأفعال، اضطر عدد من المتفرجين إلى مغادرة قاعة المسرح البلدي خلال عرض مسرحية "يا كبير"، سهرة يوم الأحد، في إطار أيام قرطاج المسرحية، مباشرة بعد ظهور ممثل في العمل المسرحي عاريا وسط سخط وغضب الجمهور، الأمر الذي دفع بالمديرية الفنية للدورة العشرين إلى إصدار بيان عبرت من خلاله عن إدانتها ورفضها للمشهد الذي ورد في مسرحية "يا كبير"، وهو عمل مسرحي مشترك. واعتبرت هيئة المهرجان في ذات البيان "أن مشهد ظهور الممثل عاريا على ركح المسرح، هو ممارسة فردية قام بها". وجاء في البيان التوضيحي الذي حمل توقيع مدير المهرجان، حاتم دربال، أن "ما قام به الممثل المذكور لا يتضمّنه شريط الفيديو الذي اعتمدته لجنة اختيار العروض لبرمجته في إطار برنامج عروض المهرجان، وهو ما يعدّ ممارسة فردية معزولة لا مسؤولة قام بها الممثل مخلاّ بالعقد الأخلاقي الاحترافي المهني الذي يستوجب الالتزام الحرفي بتفاصيل العرض المقدّم كما وصل إلى إدارة المهرجان.".. وأكّدت الهيئة المديرة على أهمية الحفاظ على مبدإ وضمان حرية الإبداع والتعبير كما ينصّ عليها دستور الجمهورية "ولكن وفق الأعراف والمعايير المتفق عليها والمعمول بها".