التقت"المساء" بالمخرج المسرحي ومدير الهيئة العامة للمهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية في دورته ال 19، حاتم دربال، على هامش اختتام هذه الفعاليات، فكان هذا الحوار: ❊ من هو حاتم دربال؟ ❊❊— حاتم دربال فنان ومخرج تونسي، من مواليد مدينة صفاقسالتونسية. زاولت دراستي بها في مرحلتي الأولى، ودرست بالمعهد العالي في تونس، وحاليا أنا أستاذ به. قمت بالعديد من التربصات خارج تونس، وتعاملت مع أكبر القامات المسرحية التونسية، مثل الجبالي والجعيبي. كما أنني أخرجت العديد من المسرحيات. ❊ اختتم مؤخرا مهرجان أيام قرطاج المسرحية، ما هو تقييمك لهذا المهرجان؟ ❊❊— مهرجان أيام قرطاج في هذه الدورة، أدى كل الأهداف المرجوة من حيث المحافظة على مكوناته الأساسية، من عروض في المسابقة وعروض موازية، كما أن حضور المسرح العربي والإفريقي والأوربي كان مهما جدا، وهذا المهرجان كان نافذة على المسرح العالمي بصفة عامة. كما أننا احتفينا فيه بالرقص المسرحي كميزة من ميزات هذه الدورة التي حققت أعلى حضور جماهيري في العروض المسرحية، التي بلغت 108 عروض مسرحية، من بينها 60 مسرحية تونسية، في حين تجاوز عدد المتفرجين 50 ألف متفرج، كما تم خلال المهرجان برمجة عدة ندوات تكوينية وعقد اتفاقية. ❊ حدثنا عن هذه الاتفاقية، وهل سيتم إمضاء اتفاقيات أخرى؟ ❊❊— قمنا خلال هذه الدورة بعقد اتفاقية مع مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي، وهي اتفاقية مهمة جدا، تأتي في إطار التعاون بين البلدين، الهدف منها توطيد العلاقة وتبادل الخبرات والمعلومات حول المنجز المسرحي في كل دولة. كما أنه يفتح من خلالها إمكانات وآفاق بين صناع الفعل المسرحي، بالإضافة إلى هذا، فإننا بصدد إمضاء العديد من الاتفاقيات مع المسارح العربية والأوروبية، حيث نجري حاليا محادثات مع مهرجان القاهرة التجريبي، ثلاث مهرجانات بالأردن من خلال النقابة، وأيضا مسرح بألمانيا، مسرح بفرنسا، ومسارح إفريقية، نحاول من خلالها توحيد الجهود المسرحية بالنسبة للمهرجانات العربية، الإفريقية والدولية، حتى نقدم في مهرجان أيام قرطاج في طبعاتها المقبلة أهم المنجز المسرح العالمي. ❊ ماذا عن عودة المسابقة في المهرجان؟ ❊❊— عودة المسابقة في المهرجان مطلب عدد كبير من المسرحيين التونسيين، كما أنني وجدت نفس الصدى من خلال العديد من اللجان التي اشتغلت على المسرح من خلال توصياتها في العشرية الأخيرة، وهي فرصة لتقييم ما أنجز وما يقدم سواء في المسارح العربية أو الإفريقية أو الدولية. كما يعيد روح التنافس ويرجع للمهرجان تألقه، إضافة إلى أن المسابقة تدخل في ذاكرة المسرح، لأن البدايات كانت عن طريق المسابقات، كما أنها أيضا تقييمية بحيث تضع أمامنا ما نقدمه حاليا وأين وصلنا وماهي خياراتنا، ثم من خلالها نطرح أفقا آخر ونحدد الأهداف. ❊ ما هي النقائص التي عرفتها الدورة؟ ❊❊— كما قلت لك سابقا، الدورة حققت كل الأهداف المرجوة تقريبا، إلا أننا سجلنا نقائص، لأن التحضير لها كان وجيزا، لهذا لم نتمكن من ضبط كل الأمور، خاصة فيما يتعلق بالعروض المسرحية. باختصار، عامل الزمن مهم جدا وهو ما نسعى إلى تداركه في الطبعات المقبلة. ❊ ماذا يعني أب الفنون لحاتم دربال؟ ❊❊— أبو الفنون بالنسبة لي الدعامة الأساسية في بناء الفن، فهو يواكب الإنسانية، يحفظ ويسائل ماضيها، ويتفكر ويتدبر ويتطلع لمستقبلها، وهو مهم جدا في حياة الناس، فالمسرح قادر على بناء مشروع مهم جدا وهو العيش معا، المسرح في قوامه وفي عمقه، يحمل فكرة كيف تتحاور مع الآخر وتقبل الآخر ويبني من خلال بناه التنويرية فكرة مركزية. ❊ كيف عرف طريقه إليك؟ ❊❊— تم اكتشاف هذه الموهبة حين بلغت من العمر 11 سنة، وكانت بدايتي بدخولي إلى المسرح المدرسي، ثم الهاوي وبعدها الجامعي وأخيرا مسرح الاحترام، وهو ما سمح لي بولوج عالم المسرح من بابه الواسع، سواء من خلال التمثيل أو الإخراج. ❊ ما هو جديدك؟ ❊❊— حاليا، ينصب تفكيري واهتمامي على الدورة القادمة من مهرجان أيام قرطاج المسرحية، نحن الآن في فترة الإصلاحات، حيث نحاول قدر الإمكان أن ندعم ونركز على المسرح العربي، كما نقوم بوضع القوانين الأساسية للمهرجان، وكل ما يتعلق بالبرمجة والاتفاقيات حتى يقوم المهرجان بدوره على أكمل وجه. ❊ في رأيك ما الذي يعرقل مسيرة المسرح العربي؟ ❊❊ — في ظل ما تعيشه منطقتنا العربية من تحولات واهتزازات، إلا أن المسرح العربي يحاول أن يقوم بدوره على أكمل وجه، وفي رأيي، المسرح العربي حاليا يعيش فترة انتقالية من قراءة وطريقة ممارسة إلى أفق أخرى، كما أنه يحاول أن لا يسقط في دائرة أزمة تأليف أو إنتاج. ❊ بمن تأثر حاتم دربال؟ ❊❊— بطبيعة الحال، بالمنهل الأساسي، وهو المسرح الشرقي، فاليوم نرى أن التجارب المسرحية الغربية مستقاة من المنبع الشرقي، هذا المنبع نرجع إليه دائما. ❊ هل من كلمة أخيرة لقراء جريدة "المساء"؟ ❊❊— بكل حب ومودة، أكن احترامي الكبير للمجهود الذي يبذل في المسرح الجزائري، ونطمح إلى أن تكون سوق تونسية جزائرية في المجال الثقافي عموما، وفي الحياة المسرحية على وجه الخصوص. كما أتمنى أن نستفيد من هذه المودة الموجودة بين الشعبين، من خلال عرض مسرحيات جزائرية في المسارح التونسية، ومسرحيات تونسية في المسارح الجزائرية على مدار السنة، وعاش المسرح وعاشت المحبة والمودة بينا وبين إخواننا الجزائريين. ❊حاورته آسيا عوفي