يبدو أن "نعمة" استفادة قطر من حق تنظيم كأس العالم 2022، تحوّلت فعلا إلى نقمة على هذا البلد الخليجي. وقال جياني أنفونتينو رئيس الفيفا، الخميس، إن هيئته تدرس فكرة تنظيم مونديال 2022 في أكثر من بلد. مُوضّحا أن قطر ستحتضن كأس العالم رفقة بعض البلدان المجاورة لها، دون أن يذكرها بِدقّة. وذلك في مؤتمر صحفي عقده، الخميس، بِالعاصمة القطريةالدوحة. ويُلمّح أنفونتينو إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة، "خصمتَي" قطر سياسيا، الرّاغبتَين بِدورهما في تقاسم "حلوى" مونديال 2022، رافضتَين أن تستأثر بها الدوحة. ومعلوم أن العلاقات الديبلوماسية بين قطر وجارتَيها السعودية والإمارات ساءت كثيرا، منذ اندلاع شرارة ما سُمّي ب "الربيع العربي" مطلع العقد الحالي. حيث تتصارع هذه البلدان على "الزعامة" الإقليمية، مع ما أعقبه ذلك من خراب الوطن العربي وتفتّته. ثم تصاعد ألسنة اللهب، بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بِتركيا أوائل أكتوبر الماضي، كما يُسمع صداه من القصف المُدوّي المُركّز والعشوائي لِأسراب "الذباب الإلكتروني"، المُوجّه عن بعد من طرف الثلاثي الخليجي الوارد ذكره. وأضاف الرجل الأوّل في مبنى زوريخ السويسري الكروي، أن أغلب رؤساء اتحادات الكرة عبر العالم، يُرحّبون بِمقترح تنظيم المونديال المقبل ب 48 منتخبا بدلا من 32 فريقا وطنيا. وهو سرّ "تولّد" فكرة إقامة كأس العالم 2022 بِصيغة "التنظيم المشترك" مع جيران الدوحة، ذلك أن عدد المقابلات سيتعاظم، مثلما هو الشأن للمتفرّجين والسيّاح والميزانية المرصودة والمنشآت المُخصّصة للمنافسة، وأمور أخرى. وكان اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم صاحب اقتراح رفع عدد منتخبات المونديال المقبل إلى 48 فريقا وطنيا، في قرار أعلن عنه مُؤخّرا، وأرسله إلى الفيفا. واعترف رئيس الفيفا بِالخلافات السياسية في منطقة الخليج، ما يحول دون تنظيم مشترك للمونديال. لكنه أبدى تفاؤله، وقال إن الكرة بِإمكانها إذابة الجليد وربط الجسور. واختتم جياني أنفونتينو قائلا إن ملف رفع عدد منتخبات مونديال 2022، وإقامة البطولة بِصيغة "التنظيم المشترك"، سيُدرسان في أقرب اجتماع لِمجلس الفيفا. للإشارة، فإنه في حال رفع عدد المنتخبات إلى 48 فريقا وطنيا، فإن إفريقيا ستُشارك في مونديال 2022 بِقائمة يُمكنها أن تضمّ 10 منتخبات، وبِمعنى أوضح: تسعة مقاعد ونصف المقعد، المُرادف لِتسعة منتخبات مُؤكدة، فضلا عن خوض المنتخب العاشر مُقابلتَي السدّ مع مُمثل قارة أخرى.