أبدت قيادات التحالف الرئاسي استعدادا لاحتضان جميع الاقتراحات والمبادرات السياسية المطروحة قبل رئاسيات 2019، مؤكدة انفتاحها على ما وصفته بالمساعي الخيّرة الداعية إلى تطبيق برنامج الرئيس، محذرين مما أسموه "المناورات السياسوية التي يقودها قناصو الفرص الراغبون في زعزعة استقرار البلاد". استغل قادة التحالف الرئاسي المؤتمر الوطني الأول لتجمع أمل الجزائر "تاج"، السبت، ليعلنوا دعمهم لكافة المبادرات السياسية بما فيها مبادرة رئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول الداعية لعقد ندوة وطنية مع إمكانية تأجيل رئاسيات 2019 أو تمديد العهدة الرئاسية، حيث أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس الهيئة المسيرة للأفلان معاذ بوشارب، في كلمة له باسم قادة التحالف، أن الانفتاح على المبادرات السياسية تفرضه المصلحة العليا للوطن "وسيظل منهجا مادامت الغاية هي استكمال مسار الإصلاحات وتجديد المشروع الاقتصادي"، قائلا: "نؤكد مرة أخرى انفتاحنا على كل المساعي الخيّرة والاقتراحات البناءة ونعبر عن استعدادنا التام لدراستها والتفاعل معها بما يضمن مواصلة تطبيق برنامج رئيس الجمهورية". قناصو الفرص معروفون.. فاحذروا! وبحضور الوزير الأول، الأمين العام للأرندي، أحمد أويحيي، وقيادات حزبية على غرار رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، فضلا عن ممثلي أحزاب سياسية وشخصيات وطنية ووزراء حاليين وآخرون غادروا الحكومة، وجه بوشارب رسائل سياسية لمن – وصفهم – بدعاة الفوضى، حيث حذر من المناورات السياسوية التي تسعى لزرع البلبلة وتمس بالأمن العام وسكينة المواطنين، متسائلا: "أليس الدفاع عن الدولة واجباً دستورياً وقانونيا وشرعيا وأخلاقيا لا يجوز التقاعس عنه، كما أنه لا يقبل الخلود إلى الحياد ومسك العصا من وسطها". ولم يتوقف رئيس الغرفة السفلى عند هذا الحد، حيث حذر من الخطابات الشعبوية التي تعلو في كل موعد انتخابي قائلا "مثل هذه الخطابات لن تلقى صدى لدى الشعب الجزائري الذي يرفضها.. وهذا دليل على أن الوحدة الوطنية لن تقهر وهويتنا الوطنية ستظل محصنة تحت لواء الجزائر الواحدة والموحدة". وتطرق رئيس الهيئة المسيرة لحزب جبهة التحرير الوطني في كلمته أمام حضور امتلأت بهم القاعة الحاضنة لمؤتمر "تاج"، للتحديات العديدة التي تواجه الجزائر في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي يستوجب – حسبه – رص الصف الوطني، وشحذ الهمم الخيرة والتزام اليقظة الجماعية لتفويت الفرصة على المتربصين والعابثين وقناصي الفرص"، قائلا "من الواجب الوطني التكتل من أجل رص بنيان الجبهة الداخلية لدرء المخاطر التي تهدد المنطقة". بوتفليقة من معدن الرجال.. والله ابتلاه بحب الجزائر وختم رئيس المجلس الشعبي الوطني كلمته، بالتذكير بإنجازات الرئيس بوتفليقة منذ وصوله إلى سدة الحكم، مصرحا: "النتائج الملموسة والمكتسبات الهامة التي تحققت منذ انتخاب بوتفليقة إلى يومنا هذا على جميع الأصعدة وغيرها من المكتسبات الثمينة التي تعبر عن نفسها ويلمسها المواطنون يومياً في الميدان هي حقيقة ماثلة للعيان وتفرض على كل الغيورين من أجل جزائر رائدة ومستقرة ومزدهرة وآمنه، العمل الجاد على هذه الاستمرارية في هذه الديناميكية البناءة". وأضاف بوشارب "الرئيس ابتلاه الله بحب الجزائر، كانت دعوته كما إبراهيم عليه السلام: ربي اجعل هذا البلد آمنا وأرزق أهله من الثمرات"، مضيفا "الرئيس من معدن الرجال الذين يؤمنون بأن الحياة موقف وعطاء وتضحية". تحقيق الإجماع يكون بطي صفحة الخلافات من جهته، دعا رئيس تجمع أمل الجزائر "تاج" عمار غول إلى الإسراع في تحقيق إجماع وطني لتحصين الجزائر من المخاطر، مضيفا في كلمته على هامش المؤتمر أن الهدف من الإجماع الوطني هو حلحلة الإشكاليات المطروحة في الساحة الوطنية، والوصول إلى هذا الإجماع لن يكون دون طي صفحة الخلافات والنزاعات والتشهير والتهميش والإقصاء.