أعطيت أول أمس بقصر الثقافة بالعاصمة إشارة انطلاق الأسبوع الثقافي المغربي بالجزائر، في إطار عاصمة الثقافة العربية بحضور مكثف لأهل الثقافة والإعلام ووفد من المغرب يقوده وزير الثقافة المغربي، محمد الأشعري، الذي ألقى كلمة مترجلة لكنها عميقة وجادة تحدث فيها عن ضرورة البناء الثقافي لدول المغرب العربي وأهمية الثقافة في دعم أسس الاتحاد المغاربي، والأهم من ذلك أهمية الثقافة وضرورتها في دعم أسس بناء الإنسان والديمقراطية. وقد رافع الوزير المغربي طويلا لصالح الثقافة في أقطار المغرب العربي والتي اعتبرها الفرصة الأخيرة التي لا يحق لأجيال اليوم أن تفوّتها، ودون أن ينسى الوزير الذي هو في الأصل شاعر معروف أن يشير إلى المكانة التي تحتلها الثقافة في المملكة المغربية التي "هي استراتيجية ملك"، ليختم تدخله بكلمة بليغة جدا قائلا: "نحن مستعدون أن نمنح السياسة أجنحتنا كي تحلق فوقها" وهي كلمة تعني ما تعني. هذا وقد فضلت خليدة تومي أن تدشن ترحيبها بالمغرب من جهة تعداد القواسم المشتركة بين الشعبين وتختتمها بمرافعة انتخابية مسبقة لصالح برنامج الرئيس الذي تحول هذه الأيام إلى غنيمة حرب تتزاحم كل الأحزاب الفاشلة في تبنيه. وقد عكست كلمة الوزير الأشعري والوزيرة تومي الفرق بين مستوى الثقافة عندنا ومستوى الثقافة لدى جيراننا. وقد تميزت سهرة الافتتاح بالحفل الفني الذي أحيته فرقة الطرب الغرناطي بقيادة الفنان المعروف الحاج احمد بيرو والمنشدة بهاء رواندا والتي نقلت الحضور إلى أجواء الأندلس لولا الزحمة التي عرفتها قاعة قصر الثقافة والتي أفقدت السهرة بعض طعمها، لأن الطرب الأندلسي كان يتطلب جلسة مريحة أكثر ورغم ذلك لم يفوت الجمهور الذي توافد بقوة على قصر الثقافة فرصة الاستمتاع بالحفل الذي شكل نقطة انطلاق للنشاطات الثرية التي تستمر إلى غاية الأحد القادم، فقد فضل المغاربة أن يحضروا أجود ما عندهم خاصة في مجال الكتب التي تزاحم عليها طالبو الكتاب في الجزائر للشراء وكذا السينما، حيث ينتظر أن يستمتع الجمهور بالأفلام من طراز "الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء" و"السيمفونية المغربية" و"ألف شهر" و"كيد النساء"، وهي من روائع السينما المغربية. وفي المسرح، ينتظر أن تعرض مسرحية "الريح" والأمسيات الأدبية وكذا المحاضرات والمعارض التشكيلية. زهية منصر:[email protected]