ابتلع الدوري الإسباني الممتاز سبعة عشرة جولة من عمره، وأفرز كالعادة الثلاثي المسيطر على المنافسة، في المقدمة، وهو برشلونة بفارق ثلاث نقاط عن أتليتيكو مدريد والريال القادم على بعد ثمان نقاط بمباراة متأخرة عن برشلونة، وفي وجود فريق إشبيليا الذي زيّن قمة الترتيب في هذه المرحلة، الغريب أن الجزائريين شبه غائبون عن هذا الدوري الكبير، الذي سبق لماجر وصايب وفيغولي وغيلاس ويبدة ولحسن وعبد القادر غزال وكادامورو وفؤاد قدير أن لعبوا فيه وتألقوا، ولكن هذا الموسم لم يبق سوى إسمين ينشطان في نفس الفريق ريال بيتيس، وهما عيسى ماندي ورياض بودبوز. حيث يتواجد فريقهما في المركز السادس في الترتيب العام ب 26 نقطة بفارق 11 نقطة عن المتصدر برشلونة، ويبقى تقمص لاعب جزائري لألوان برشلونة أو ريال مدريد أو حتى أتليتيكو مدريد حلما صعب تحقيقه في الفترة الحالية على الأقل. يقدم عيسى ماندي لحد الآن موسما مثاليا، فقد فاز بالعديد من الألقاب الفردية فهو في قائمة الفريق المثالي للدوري الإسباني وحامل القيادة في بعض المباريات، إضافة إلى لعبه النظيف بالرغم من أنه مدافع، حيث لم يحصل هذا الموسم سوى على أربع بطاقات صفراء، من مجموع 1485 دقيقة لعبها في 17 جولة، ومازال ماندي يبحث عن هدفه الأول، وكان السنة الماضية قد سجل هدفا وحيدا وغاليا في مرمى ريال مدريد، وواضح من خلال آخر حوار أجراه ماندي مع الصحافة الإسبانية بأن أحلامه كبيرة هذه السنة وأولها التتويج بأوربا ليغ التي لم يسبق للاعب جزائري وأن حصل عليها بالرغم من وصول إبراهيم حمداني دورها النهائي مع غلاسكو رانجرز الاسكتلندي وخسر بثلاثية نظيفة في الدور النهائي أمام زينيت الروسي، ووصول غلام مع نابولي وفيغولي مع فالونسيا دورها النصف النهائي. كما أن بيتيس وضع ضمن مخططاته السعي للحصول على مرتبة رابعة تؤهله للمشاركة في رابطة أبطال أوربا لأول مرة منذ عقدين آو الحصول على تاج أوربا ليغ الذي يمنح النادي شرف لعب رابطة أبطال أوربا مباشرة في دور المجموعات. عيسى ماندي البالغ من العمر 27 سنة والذي ساهم في فوز ناديه بيتيس في برشلونة أمام ميسي ورفاقه برباعية مقابل ثلاثة، هو حاليا اللاعب الجزائري الأكثر منافسة في تشكيلة جمال بلماضي، حيث يلعب على ثلاث جبهات في الدوري والكأس وأوربا ليغ. أما اللاعب الثاني رياض بودبوز فهو بصدد لعب أحد أسوء مواسمه الكروية، إذ لم يشارك سوى في 535 دقيقة من دون تسجيله أي هدف وهو رقم سيء للاعب وسط يحمل الرقم عشرة، من المحتمل أن يكون مصيره مغادرة الفريق الأندلسي لأن تاريخ رياض بودبوز يؤكد بأنه لاعب لا يقبل مقاعد الاحتياط فما بالك وضعه خارج القائمة نهائيا، كما حصل في الأسابيع الأخيرة، ومن عادة رياض بودبوز أن يلعب ما لا يقل عن 3000 دقيقة في الموسم الواحد، ليجد نفسه يتسول مكانا ضمن البدلاء في فريق يضم خط وسط سبق لمعظم لاعبيه وأن تقمصوا ألوان المنتخب الإسباني، ومنهم على وجه الخصوص لاعب برشلونة السابق تييو وخواكيم وحتى كانالاس. رياض بودبوز يدرك بأن بقاءه بعيدا عن المنافسة وهو في سن الثامنة والعشرين، يعني تضييع الكثير من الفرص وأهمها المشاركة مع الخضر في منافسة كأس أمم إفريقيا في شهر جوان من سنة 2019 ويبخر أحلامه التي توجه بها إلى إسبانيا وهو اللعب لفريق من كبار البلاد، خاصة أن رياض بودبوز خلال الموسم الماضي في مواجهة ريال مدريد، كان النجم الأول للمباراة في وجود بن زيمة ورونالدو والبقية، ولكن رياض أضاع بوصلته هذا العام، ولم يقنع مدربه الذي يريد محاربين بطبيعة الفريق المشتهر بلعبه الحماسي، بينما معروف عن رياض بودبوز كسله على أرضية الميدان، وهو ما قد يقلص رقم الجزائريين في الدوري الإسباني إلى لاعب واحد وهو المدافع عيسى ماندي. ب.ع