الجميل في أبطال مسافة 1500 من حسيبة إلى مخلوفي أنهم تخرجوا من المدرسة الجزائرية، فقد بدأت حسيبة العدو في مدرسة مولودية قسنطينة ولم تغادر الجزائر إلا للتربصات، وتدرج نور الدين مرسلي من مدرسة تنس إلى مولودية الجزائر وكان تواجده في أوروبا لإكمال مشواره التعليمي والتدريبي، ولم تكن للمسة الفرنسية أي أثر كما هو حاصل في كرة القدم عندما شاركت الجزائر في مونديال 2010 بفريق 90 بالمائة من لاعبيه من خريجي المدرسة الفرنسية وغالبيتهم مزدوجو الجنسية ورُبعهم لعبوا في مراحل متعددة مع المنتخب الفرنسي للفئات الصغرى. بينما اختلف الحال بالنسبة لأبطال 1500 متر الذين لم يشرّفوا الجزائر فقط في حصدهم للمعدن النفيس في أقوى منافسة في العالم، وإنما أيضا في تواضعهم وبساطتهم وعشقهم لبلدهم وحديثهم الحلو بلغة الجزائريين المزيج بين العربية الفصحى والدارجة حيث استمع إليهم كل العرب وفهموا رسالتهم وإهداءهم لهم هذه الميدالية ببساطة وتواضع كبير، عكس ما كان يفعله زياني وبلحاج وبوقرة وغزال والآخرين الذين لا يتكلمون إلا باللغة الفرنسية، وتجد القنوات العربية وحتى الجزائرية نفسها مُجبرة على ترجمة كل ما يقولونه، وإذا كان العدو عموما لا يحتاج إلى الكثير من الإمكانات وسوق أهراس التي ينتمي لها توفيق مخلوفي لا تمتلك سوى ملعب صغير لم يمنحهم فيه المباريات الكروية الكبرى، بسبب تواضع فريقها الكروي، فإن الجزائر بإمكانها الآن بقليل من الإمكانات أن تصبح المدرسة الأولى لهذا الاختصاص الذي يلعب فيه الطقس والبنية المورفولوجية دورا كبيرا حتى تحصد الذهب خاصة أن أبطال 1500 متر عندما يتقدم بهم العمر بإمكانهم التوجه لمسافة 5000 متر كما فعل هشام القروج وقبله سعيد عويطة ويفعلها كل الكينيين، ويبقى السباق مناخيا حكرا على أبطال البحر الأبيض المتوسط رفقة الأمريكان والكينيين وعندما خسر نور الدين مرسلي سباق 1500 متر في أولمبياد برشلونة 1992 كان ذلك أمام البطل الإسباني كاتشو.