كشف فيديو صادم حجم الوضعية المأساوية التي عرفتها دار العجزة بباتنة، حيث صنع الحدث بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن استيائهم من مشهد نزلاء لاسيما كبار السن منهم، وهم يعيشون وضعية مزرية، في ظل انتشار الفضلات والروائح الكريهة، ورمي مختلف أنواع المواد الغذائية من أطعمة ولحوم وخضر وفواكه، بشكل يعكس حالة الإهمال والتسيب التي وصلت إليها دار العجزة بباتنة. وقد أرغم الفيديو المتداول على نطاق واسع على تحرك الجهات الوصية، في مقدمتها وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة غنية الداليا، حيث أصدرت هذه الأخيرة قرارا بتوقيف مدير دار المسنين بباتنة وبعض المسؤولين، مثلما تضمنه بيان للوزارة الثلاثاء، وذلك بسبب مظاهر التسيب والإهمال وعدم تقديم العناية اللازمة للمسنين والمرضى بالدار المذكورة، خاصة بعد ردود أفعال رواد التواصل الاجتماعي على خلفية تداول فيديو يظهر الوضعية المأساوية بسبب حالة الإهمال داخل المؤسسة ومختلف مرافقها، ناهيك عن التعامل بطرق غير إنسانية مع نزلاء الدار. كما تظهر بعض تفاصيل الفيديو تواجد نزلاء على الأرض وهم غارقون في الفضلات والأوساخ والروائح الكريهة، وترجح بعض المصادر أن الفيديو الذي نشر خلال الساعات الأخيرة، يكون قد تم التقاطه خلال الأشهر الأخيرة من السنة المنقضية، وفي السياق ذاته، تؤكد بعض المصادر أن وزيرة التضامن قد كلفت المدير الولائي برفع دعوى قضائية في حق مدير المؤسسة بتهمة التقصير والإهمال. وفي سياق ردود الأفعال على محتوى الفيديو الذي يكشف مأساة دار العجزة بباتنة، فقد أكدت السلطات الولائية في بيان لها أنها تحركت في الوقت المناسب، وقبل نشر الفيديو، مضيفة أن كل المرافق التابعة لقطاع النشاط الاجتماعي بباتنة كانت محل زيارات تفقدية لوالي باتنة الذي وقف حسب البيان على مختلف النقائص والمشاكل التي يعرفها القطاع من ناحية التسيير، وخاصة نوعية الخدمات المقدمة لهذه الفئة التي كانت موضوع تقرير مفصل أرسل للجهات الوصية. وعلى إثرها – يضيف البيان – تم إنهاء مهام المدير الولائي السابق للقطاع، وتم إعداد بطاقات تقنية لتهيئة هذه المرافق وتجهيزها، بالتعاون مع بعض المحسنين وكذا المؤسسات العمومية، وذلك قبل نشر هذا الفيديو المصور خلال فترة المدير السابق الذي استخلفه مدير جديد، علما أنه تم ترحيل جزء من المقيمين بدار العجزة إلى دار الرحمة بكوندورسي، بغية الانطلاق في أشغال التهيئة..