كشفت التحقيقات التي باشرتها المصالح المركزية لوزارة التضامن والنشاط الاجتماعي، عن عدة تجاوزات في تسيير القطاع بولاية معسكر. وكانت وزيرة التضامن، خلال زيارتها التفقدية إلى الولاية، قد أمرت بإيفاد لجنة تحقيق في تسيير شؤون القطاع ومرافقه، إثر معاينتها الميدانية لمشاكل الفئات التي لها صلة بالتضامن الاجتماعي، على غرار العجزة والمسنين وغياب العمل الفعلي للخلايا الجوارية، فضلا عن «التقرير الأسود» الذي ورد لوزيرة التضامن من طرف والي معسكر، قبل زيارتها التفقدية. وإن كان القطاع بحد ذاته لا يحتاج إلى ضمير مهني يقظ بمستويات عالية، خلافا لما يحتاجه من حس إنساني واجتماعي حيال الفئات الهشة والمعدومة التي تتكفل بها الدولة، فإن سوء التسيير والمعاملة السيئة قد أضرت بصورة القطاع بولاية معسكر، لما أثبتته تحقيقات الوزارة من تعرض نزلاء دور العجزة إلى المعاملة القاسية من طرف المديرة التي أنهيت مهامها مؤخرا، فضلا عن عدم تمكينهم وحرمانهم من حقوقهم التي تكفلها الدولة على عاتقها، منها ميزانية معتبرة لسنة 2014 لم يتم استهلاكها قطعا، واضطرار العجزة إلى العلاج خارج المؤسسة في حالات المرض الطارئة بمالهم الخاص، بما يكسبه هؤلاء من عطاء المحسنين، حيث عمدت مديرة دارة العجزة الموقوفة، بحسب ما أفادت به السلطات الولائية بمعسكر، إلى تبني قرار بجمع هبات المسنين دون أن يتم توزيعها على النزلاء، مما شكل هاجسا أمام عدد كبير من المحسنين الذين أصبحوا يعزفون عن تقديم الهبات والمساعدات للعجزة ورفضهم للتعامل مع المديرة الموقوفة، الأمر الذي أثار شكوكا حول وجهة تلك المساعداتو خاصة ما تعلق منها بالمواد الغذائية التي يتم حجزها من الأسواق الموازية وكذا الملابس، وبعد اكتشاف قطعان المواشي المتبرع بها في المناسبات الدينية ترعى داخل محيط دار العجزة بخصيبية، كل ذلك ساهم في نفض الغبار عن عدة قضاياو منها تعرض المسنين إلى مضايقات وتهديدات وأشكال التعنيف المختلفة في حال تقدم أحدهم بشكوى ضد مسيري دار العجزة بخصيبية، في غياب الرقابة التي كان من الممكن أن تفرضها المصالح الولائية للتضامن التي يتواجد مسؤولها في عطلة مرضية منذ عدة أشهر. وكانت آخر القرارات التي اتخذت في شأن دار العجزةو بعد توقيف المشرفة عليها بقرار وزاري، فتح سجل مؤشر من طرف والي الولاية، تدوّن فيه جميع هبات المحسنين المستهلكة منها وغير المستهلكة وإعادة تجهيز غرف المسنين بما يليق من أفرشة وأثاث وتدفئة بعد تهيئة دار العجزة. وفد من إدارة السجون يعاين مشاريع القطاع أفاد بيان إعلامي للسلطات الولائية بمعسكر، أن وفد هام من مصالح الإدارة العامة للسجون، قد حط بالولاية لمعاينة وتفقد مشاريع القطاع، المتمثلة في إنجاز عدد من المؤسسات العقابية والورشات المفتوحة في مواقع مختلفة من الولاية، بداية هذا الأسبوع. حيث استهل الوفد زيارته بتفقد مشروع إنجاز المؤسسة العقابية بالوسط المفتوح ل300 نزيل بسيدي عبد المومن في المحمدية، أين قدمت تعليمات صارمة لتسليم المشروع قبل نهاية الشهر الجاري، مع ضرورة رفع كافة التحفظات وتعيين مهندسين مختصين في ذات المشروع، حرصا على السير الحسن لوتيرة الإنجاز، وطبقا للمعايير المعمول بها في هذا الشأن. وبنفس المنطقة، عاين وفد الإدارة العامة للسجون، مرفوقا بوالي ولاية معسكر، مشروع إنجاز المؤسسة العقابية بالوسط المفتوح ل200 نزيل ببلدية سيدي عبد المومن، بعد اطلاع الوالي على جوانب المشروع، أين تم تحديد أجل 10 أيام للانتهاء من أشغال التهيئة الخارجية والداخلية للمنشأة العقابية، في حين عاين ممثلو المصالح المركزية لإدارة السجون، مشروع إنجاز المؤسسة العقابية ل200 نزيل بقرية سلاطنة ببلدية معسكر. وفي شأن ذي صلة بقطاع العدالة عموما، تستعد ولاية معسكر لاستقبال عدة مرافق متعلقة بإنجاز مقرات للهيئات القضائية، أين تسير وتيرة الإنجاز على مستوى محكمة سيق وتغنيف بوتيرة حسنة، ومن المرتقب جدا أن تلي الزيارة التفقدية لإطارات المديرية العامة للسجون لمشاريع القطاع، زيارة هامة سيتم خلالها تدشين المشاريع المستلمة ووضع حجر الأساس لمشروع إنجاز المحكمة الإدارية بمدينة معسكر.