شلّ إضراب عام، الثلاثاء، مدينة سيدي بوزيدالتونسية مهد الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي العام 2011، وسط دعوات إلى إسقاط الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية. وقال علي الصغير كحولي، الناطق الرسمي باسم "جبهة 17 ديسمبر" في تصريح ل" يو بي أي"، إن هذا الإضراب العام الاحتجاجي الذي دعت إليه جبهته والإتحاد العام التونسي للشغل "نجح بنسبة تفوق 90 بالمائة". وأوضح الكحولي المقيم في مدينة سيدي بوزيد، أن الإضراب تخللته مسيرة حاشدة شارك فيها المئات من أبناء المدينة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية المواجهات التي شهدتها أحياء من سيدي بوزيد في مطلع الأسبوع الماضي. وأضاف أن هذه المسيرة انطلقت من الشارع الرئيسي حيث تجمع المواطنين أمام مقر المحافظة مطالبين برحيل المحافظ، كما رفعوا شعارات منددة بالحكومة المؤقتة برئاسة حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة الإسلامية، وأخرى تطالب بإسقاط النظام، منها "يا جبالي تفجيرات، لا لا للتعويضات"، و"الشعب يريد إسقاط النظام". وأشار الى أن المشاركين في المسيرة طالبوا أيضاً بضرورة إيجاد حل سريع لمشكلة إنقطاع الماء والكهرباء في المحافظة، وبوضع حد للتهميش التي تعاني منه مدن وقرى سيدي بوزيد. يُشار إلى أن الإضراب العام الذي شلّ اليوم مدينة سيدي بوزيد، دعت إليه "جبهة 17 ديسمبرط، وقد تبنّته الهيئة الإدارية للإتحاد الجهوي للشغل، وسط حالة من التوتر والإحتقان تسود حالياً بقية مدن وقرى محافظة سيدي بوزيد. وشهدت مدينة سيدي بوزيد في مطلع الأسبوع الماضي مظاهرات إحتجاجية سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي لم تتردد بإستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين يطالبون بحقهم في التنمية. وامتدت المواجهات لتشمل بقية مدن محافظة سيدي بوزيد، منها المكناسي والرقاب ومنزل بوزيان التي سقط فيها أول قتيل خلال ثورة 14 يناير 2011، كما شملت أيضاً بعض المدن والقرى بالمحافظات المجاورة مثل صفاقس والقيروان والقصرين والمهدية والكاف. ولاتزال غالبية المناطق في وسط وجنوب تونس تعيش حالة من التوتر والإحتقان بسبب تواصل إنقطاع الماء والكهرباء، وتراكم النفايات والأوساخ، وتردي الخدمات، وانعدام فرص العمل.