إندلعت مواجهات عنيفة ليلة الخميس الى الجمعة بين قوات الأمن التونسية بمحافظة سيدي بوزيد ومتظاهرين يطالبون برحيل الحكومة المؤقتة الحالية برئاسة حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة الإسلامية. وقال شاهد إن أكثر من ألفي شخص خرجوا بعد صلاة التراويح إلى الشارع الرئيسي وسط مدينة سيدي بوزيد التي تعيش حالة إحتقان بسبب تزايد عمليات إعتقال الناشطين السياسيين عقب المواجهات التي جرت امس، والتي أسفرت عن تسجيل أكثر من 20 إصابة بالرصاص المطاطي، والإختناق بالغاز المسيل للدموع. ورفع المشاركون بهذه المظاهرة الليلية شعارات تندد بحركة النهضة، وبالممارسات القمعية لأجهزة الأمن التونسية، وللمطالبة بإسقاط الحكومة الحالية، منها "خبز وماء، والنهضة لا"، و"يا جبالي يا جبان، البوزيدي لا يهان"، و"وزارة الداخلية، وزارة إرهابية"، و"الشوارع والصدام، حتى يسقط النظام". كما هتف المشاركون في هذه المظاهرة بشعارات أخرى منها "شغل، حرية، كرامة وطنية"، والشعب فد فد، من الطرابلسية الجدد"، وطالبوا بإطلاق سراح كل المعتقلين وطرد المحافظ. وأضاف الشاهد أن المظاهرة تحولت إلى مواجهات عنيفة، عندما تدخلت قوات الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع وبإطلاق الرصاص في الهواء، بالإضافة إلى استخدام الرصاص المطاطي بكثافة. وقال إن إصابات عديدة تم تسجيلها خلال المواجهات التي تأتي عقب أخرى مماثلة شهدتها مدينة سيدي بوزيد التي تُعرف بأنها مهد الثورة التي أطاحت بنظام بن علي في 14 يناير2011. وإعترفت وزارة الداخلية بإستخدام الرصاص المطاطي، حيث قال خالد طروش المكلف بالإعلام فيه إن قوات الأمن إستخدمت الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين في مدينة سيدي بوزيد. وأوضح في تصريحات بثها التلفزيون التونسي الرسمي ليلة الخميس الى الجمعة أن قوات الأمن تدخلت عندما حاول عدد من المتظاهرين إقتحام مقر المحافظة، وذلك بالتدرج في إستخدام الوسائل المتاحة لديها لتفريق المتظاهرين، حيث أطلقت في البداية القنابل المسيلة للدموع حتى وصل الأمر إلى إستخدام الرصاص المطاطي لأنه "لا تهاون في حماية مقرات السيادة"، على حد قوله. ويبدو أن رقعة هذه المواجهات مرشحة لأن تتسع أكثر فأكثر، حيث تم تسجيل مواجهات حادة بين قوات الأمن ومحتجين في مدينة منزل بوزيان من محافظة سيدي بوزيد التي سقط فيها أول شهيد خلال ثورة 14 يناير. كما تم تسجيل مواجهات مماثلة في مدينة القصرين المحاذية لمحافظة سيدي بوزيد، وأخرى في مدينة السند التابعة لمحافظة قفصة، وثالثة في بلدة "بوحجلة" من محافظة القيروان، إلى جانب عدة تحركات إحتجاجية في عدد من قرى محافظة صفاقس. يشار إلى أن هذه المواجهات بدأت الخميس إثر مظاهرة دعت إليها "الجبهة الشعبية 17 ديسمبر" التي تضم أغلب الأحزاب المعارضة الناشطة في محافظة سيدي بوزيد تحت شعار "تحرير سيدي من قبضة الحكومة"، وذلك للإحتجاج على تردي الأوضاع في المحافظة وإنقطاع الماء والكهرباء وإستمرار الأساليب القمعية والتعسفية في مواجهة الإحتجاجات.