صدق أو لا تصدق .. أرقى الأحياء في سطيف صار لا يشرب فيها الماء سوى نصف ساعة في الأسبوع، إذ تعيش ولاية سطيف هذه الأيام أزمة مياه حقيقية استنفرت الناس ونشطت حركة البحث عن قطرة الماء فانسحبت الحنفيات وتركت الميدان للصهاريج، والولاية دخلت مرحلة استيراد المياه من ولايات أخرى وعاصمة الهضاب غاب عنها الماء وجاز التيمم كما عبّر عن ذلك أهل سطيف عبر الفايس بوك، وحتى المقاهي تقدم المشروبات وتعتذر عن الماء. هذه الأزمة جاءت بعد أيام فقط من زيارة وزير الموارد المائية لولاية سطيف فجفت الحنفيات ومع نسيب الوزير تراجع منسوب المياه، فهناك عمارات لم تصلها المياه منذ أسبوعين وأكثر وبعين موس وحي الهضاب وطنجة وتبنت، فترة الجفاف قاربت الشهر، والأزمة مست بلديات العلمة وعين أرنات وبني وسين وأغلبية بلديات الولاية. والمشهد اليومي صنعته حركة البحث عن الماء والتزاحم أمام العيون العمومية، والكل دخل تحت حكم أصحاب الصهاريج الذين عرفوا انتعاشا هذه الأيام وضبطوا بورصة الصهريج بين 1200 و1500 دج ولا خيار لسكان العمارات سوى الامتثال للأمر الواقع. وبما أن الماء بلغ أدنى مستوياته فقد اضطرت سطيف إلى استيراد المياه من ولايات بجاية وسعيدة والبيض وبومرداس، حيث تم تشكيل خط بري لجلب الماء بالصهاريج من هذه المناطق البعيدة وتوزيعها مجانا على المتضررين من الأزمة. وإذا استمر الوضع على حاله ستدخل ولاية سطيف مرحلة فرض التيمم على المواطنين، وضرورة الحفاظ على الوضوء في الصلوات الخمس وتجريم أي تصرف يتعلق بتبذير الماء كما علق الفايسبوكيون. وحسب السيد عبد العزيز علي قارة مدير الجزائرية للمياه بسطيف فإن الأزمة سببها انخفاض منسوب المياه بسد الموان وسد عين زادة، الأمر الذي دفع بالمؤسسة إلى تسطير برنامج توزيع حسب الكمية المتوفرة وذلك وفق نظام يوم واحد كل خمسة أو ستة أيام. فمدينة سطيف وحدها تحتاج يوميا 100 ألف متر مكعب بينما الكمية المتوفرة حاليا لا تتجاوز 30 ألفا ما يعني أن هناك أزمة كبيرة وقد تم تنصيب خلية أزمة لتتبع انشغالات المواطنين المتعلقة بالماء. لكن حسب محدثنا فإن الوضع سيتحسن خلال أيام فقط أي بعد تحويل مياه إيغيل مدا إلى سد الموان وحينها قد تعود المياه إلى مجاريها في مدينة عين الفوارة التي لا عين فيها إلا بالاسم.