برمج حزب جبهة التحرير الوطني تجمعا شعبيا السبت المقبل بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف، بابن عكنون، دُعي إليه مختلف الأمناء العامين السابقين، وإطارات الحزب، كما ينتظر أن يكون زعماء التحالف الرئاسي ضيوف شرف. ويرجّح أن يكون هذا التجمّع محطة للإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، وهو الذي لا يزال لم يرد بعد على "مناشدات" ما يسمى "أحزاب التحالف الرئاسي"، وكذا المنظمات والجمعيات الدائرة في فلك السلطة، من أجل ترشحه. ويبدو أن هذا المعطى سوف لن يغير الكثير من الأمور في المشهد خلال الأيام المقبلة، وخاصة ما تعلق بمواقف غالبية الشخصيات المتحزبة والمستقلة، التي سبق وأن أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة. فاللواء المتقاعد، علي غديري، حسم أمره منذ مدة، عندما قرر عدم ربط مصير ترشحه بترشح الرئيس بوتفليقة، بمعنى أنه سيخوض المعترك بغض النظر عمن سينافسه في السباق، وقد أعلنها بصراحة "إما أنا وإما النظام". فترشحه إذا سيكون ضد النظام وليس ضد الشخص. موقف جديد يصب في الاتجاه السابق، وهو ذلك الذي عبر عنه رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي جدد بدوره التأكيد على أنه سوف لن ينسحب من السابق، مهما كانت طبيعة ونوعية المشاركين فيه، بمن فيهم الرئيس بوتفليقة. وقال مقري في تصريح إعلامي: "لم أفكر يوما في الانسحاب. هناك توجه يدفع نحو الانسحاب في حال ترشح الرئيس بوتفليقة، لكن مجلس الشورى حسم في هذه المسألة، وقرر ترشيح رئيس الحركة مهما كانت التحديات". غير أن الشكوك جاءت من حزب طلائع الحريات، الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق والمترشح السابق للانتخابات الرئاسية، علي بن فليس، الذي سبق له وأعلن نيته دخول السباق، وقام بسحب استمارات الترشح. ووفق ما جاء في بيان أعقب لقاء بن فليس برئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، جون أووروك، فإن هناك "ضبابية كبيرة لازالت تحيط بشروط تنظيم هذه الانتخابات وعليه لا يمكن الحديث، إلى الآن، عن هذا الموعد المهم الذي قد يفتح الطريق لحل الأزمة كما قد يؤزمها أكثر ويدفع بلدنا نحو المجهول". ويفهم من هذا البيان أن بن فليس لم يحسم بشكل نهائي في أمر ترشحه، وقد يكون هذا الأمر مرتبطا بالاحتمال الكبير لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة والذي تعاظم بشكل لافت منذ نهاية الأسبوع، وهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه بن فليس ربما، عندما أعرب عن نيته في الترشح. ومعلوم أن بن فليس خسر لحد الآن سباقين ضد الرئيس بوتفليقة، وكان ذلك في انتخابات مثيرة وغير مسبوقة، جرت في عام 2004، وكذا في آخر استحقاق قبل خمس سنوات، وقد يكون المترشح ذاته غير مستعد لخسارة ثالثة مع بروز مؤشرات العهدة الخامسة. ومهما يكن الموقف الذي سيتخذه علي بن فليس، فإن الاستحقاق المقبل سوف لن يكون كسابقه، بالنظر لنوعية وطبيعة المتنافسين فيه، فقد تمسك غالبية الذين قرروا دخول معترك الرئاسيات ممن يوصفون ب"الأوزان الثقيلة"، مقارنة بما هو متوفر في الساحة، على غرار رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، ثاني متسابق في رئاسيات 2014، ومترشحين اعتادوا على المشاركة في مثل هذا الاستحقاق، والإشارة هنا إلى زعيمة حزب العمال لويزة حنون..