على بعد بضع ساعات من احتفاله في التاسع عشرة من شهر فيفري بعيد ميلاده التاسع والعشرين، ووسط فرحته باستعادته أجواء اللعب كأساسي معنادي سيلتا فيغو الإسباني الذي هلّ عليه في الميركاتو الشتوي، فاجأ حكم لقاء سيلتا فيغو بضيفه ليفانتي السيد سانتياغو جام المتابعين في بداية الشوط الثاني، بإشهار البطاقة الحمراء المباشرة في وجه رياض بودبوز أمام دهشة الجميع بالرغم من أن محاولة رياض توقيف مهاجم من ليفانتي لم تكن تستحق حتى البطاقة الصفراء فما بالك بالحمراء، فخرج بودبوز من الميدان وهو اللاعب الخلوق الذي يلعب للموسم 11 في عالم الاحتراف. ولم يحدث وأن تلقى بطاقة حمراء واحدة في حياته سواء كانت البطاقة الحمراء المباشرة أو البطاقة الحمراء من الثانية الصفراء، وأكيد أن المدرب البرتغالي لفريق سيلتا فيغو ميغال كاردوسو يدرك بأن لاعبه الجديد كان مظلوما، خاصة أنه حاول اللعب بحماس من أجل فتح صفحة جديدة مع فريق جديد يقاوم من أجل تفادي السقوط، بعد أن بقي في اللقاء الأول بعد الميركاتو الشتوي على مقاعد الاحتياط وكان في اللقاء الثاني خارج القائمة، وتم منحه مكانا أساسيا في مباراة كانت مع منافس مباشر على تفادي السقوط ولكنها كانت سلبية في كل الاتجاهات حيث خسر سيلتا فيغو برباعية مقابل واحد أمام أنصاره ودخل دائرة الخطر وصار مكانه ضمن كبار إسبانيا يتطلب جهدا مضاعفا، بينما تأكد رياض بودبوز بأن سنته الثانية في إسبانيا لم تختلف عن سنته الأولى، فبعد أن وجد نفسه على الهامش طوال الموسم مع فريقه السابق ريال بيتيس إشبيليا، منّ النفس على فتح صفحة جديدة مع سيلتا فيغو فبدأت بطريقة لا أحد تصورها من خلال أول بطاقة في حياة لاعب شارك في الدوريات الأوروبية بمعدل 25595 دقيقة من دون الحصول على أي بطاقة حمراء، وحتى البطاقات الصفراء لم يحصل رياض بودبوز طوال هذه السنوات إلا على 26 بطاقة فقط. تبخر مؤقتا حلم رياض بودبوز في استعادة مكانته الأساسية وهو يلعب لأول مرة حاملا الرقم 24 وليس 10 الذي يعشقه وارتداه في كل الأندية التي لعب لها، حيث وضع نصب عينيه التألق مع سيلتا فيغو وقيادته للنجاة من السقوط والعودة للمنتخب الجزائري والمشاركة في كأس أمم إفريقيا في مصر، خاصة أن اللاعب ليس مجهدا، وقد يكون في شهر جوان القادم في قمة تألقه عكس اللاعبين الآخرين الذين يشاركون باستمرار منذ الخريف الماضي، ولكن مشروعه تأخر إلى أن يعود من العقاب الذي لا يستحقه. إنتقل رياض بودبوز إلى نادي سيلتا فيغو وقال في أول تصريح له بأنه وجد معالمه مع هذا الفريق الذي يناسب طريقة لعبه، والفريق يدربه البرتغالي ميغال كاردوسو، ومن بين عناصره المغربي المتألق سفيان بوفال، والتركي يوكوسلو والمكسيكي آروخو والهولندي هودت، والبقية ضمن التشكيلة من الإسبان، وهدف الفريق منذ بداية الموسم هو اللعب من أجل البقاء والتفكير في الحصول على بطاقة أوروبية في منافسة أوربا ليغ في الموسم القادم إذا تفادى الفريق السقوط إلى الدرجة الثانية. وكل التقارير تؤكد بأن غياب بودبوز بعد البطاقة الحمراء لن يزيد عن مباراتين بعد مشاهدة اللقطة التي جعلت الحكم يُشهر في وجهه البطاقة الحمراء المباشرة، وسيكون سيلتا فيغو خلال الجولتين القادمتين في تنقلين صعبين وهما آلافيس وآيبار، ومن المحتمل أن يعود بودبوز للمنافسة في العاشر من شهر مارس عندما يستقبل فريقه ريال بيتيس فريقه السابق، وستكون مباراة هامة لبودبوز لأجل الانتقام كرويا من المدرب الذي أبعده عن بيتيس، كما يواجه بعد ذلك في بيرنابيو ريال مدريد، ومعلوم أن بودبوز في الموسم الماضي أدى مباراة كبيرة وكان الأحسن عندما واجه رفقاء رونالدو. لا أحد يعلم مدى الصمود المعنوي لرياض بودبوز بعد أن تلقى بطاقة حمراء في غير وقتها وهو يلعب أول مباراة رسمية وكأساسي مع سيلتا فيغو، وكما أنها قد تُحبط معنوياته، بإمكانها أن تشحنها أيضا على بعد أربعة أشهر من انطلاق منافسة كأس أمم إفريقيا في مصر. ب.ع