تنطلق في العاصمة الإيرانيةطهران يوم الخميس القادم، أعمال القمة السادسة عشر لحركة عدم الانحياز بمشاركة 42 من زعماء دول عدم الانحياز، وسط تجاذبات في الدول والهيئات التي قد تحضرها، وكذا اعتذارات بعض الدول ومقاطعة البعض الآخر، بسبب مواقف إيران من القضية السورية. تعيش طهران اللحظات الأخيرة للتحضير لقمة حركة عدم الانحياز السادسة عشر، حيث تسلم مصر رئاسة الحركة إلى إيران لدورة جديدة تستمر لمدة ثلاث سنوات قادمة، وكانت مصر قد تسلمت رئاسة الحركة من كوبا من عام 2009 إلى عام 2012، وسيناقش زعماء دول عدم الانحياز تطورات الأوضاع فى العالم المعاصر وخاصة الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، ومن المرجح أن تهيمن الأزمة السورية على المحادثات، وأن يخضع دعم إيران للرئيس السوري بشار الأسد إلى فحص دقيق، وتقول إيران إنه من المتوقع أن تتشاور مع الدول على هامش القمة بشأن "حزمة شاملة" لحل الأزمة السورية، وأعلنت إيران عطلة خمسة أيام في العاصمة لتخفيف الازدحام المروري وتقليل احتمال حدوث مشاكل أمنية، كما رحبت إيران بوفود 120 دولة نامية تشارك في قمة حركة عدم الانحياز، وسبق الانطلاق الرسمي للقمة أشغال التحضير لها، أول أمس، بسعي الدولة المضيفة إيران لحشد دعم من الدول المائة والعشرين الأعضاء في الحركة لها في نزاعها النووي مع الغرب، متعهدة في الوقت نفسه بطرح خطة جديدة لإحلال السلام في سوريا. وستشارك دمشق في الاجتماع الرئاسي من خلال رئيس وزرائها، لبحث خطة الخروج من الأزمة بحوار وطني بدل العنف، حيث قال فيصل المقداد، معاون وزير الخارجية السوري في تصريح لقناة العالم الإخبارية، "نحن مع وقف العنف والذهاب مباشرة إلى حوار وطني لكي يحدد السوريون وبقيادة سورية مستقبل بلدهم"، ويرى الكثير من الخبراء والمراقبين من داخل وخارج إيران أن انطلاق أعمال مؤتمر حركة عدم الانحياز في طهران رغم الضغوط الكثيرة التي مورست ضده، انتصار سياسي ودبلوماسي كبير لإيران، ما يفتح الآفاق أمامه ليكون محطة تاريخية مهمة في تاريخ حركة عدم الانحياز. يذكر أن حركة عدم الانحياز التي تأسست في أوج الحرب الباردة، تضم مجموعة دول كانت تريد أن تكون مستقلة عن واشنطن وموسكو، وتضم 120 دولة غالبيتها من الدول النامية في الشرق الأوسط وإفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية.