اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن "معاداة الصهيونية شكل حديث من أشكال معاداة السامية"، موضحاً أن بلاده ستتبنى في قوانينها تعريفاً لمعاداة السامية مطابقاً لذلك. وقال ماكرون أمام ممثلين للمؤسسات اليهودية في باريس، مساء الأربعاء، إن "فرنسا ستطبق تعريفاً لمعاداة السامية تبناه +التحالف الدولي لذكرى المحرقة+" يشمل معاداة الصهيونية، مشيراً إلى أن بلاده كانت وافقت مع شركائها الأوروبيين على هذا التعريف. ويتزامن هذا مع تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ساوى فيها بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية. ويرى مراقبون، أن هذه الخطوة ستجرم انتقاد سياسات الصهاينة وجرائمهم في فلسطينالمحتلة. ومنهم من قال إن ماكرون يحاول التخلص من احتجاجات "السترات الصفراء" في إعلانه "الانتهازي" هذا. من جهة أخرى، ندد الرئيس الفرنسي بما أسماه "عودة ظاهرة معاداة السامية بشكل غير مسبوق على الأرجح منذ الحرب العالمية الثانية". وأضاف "منذ سنوات، يواجه بلدنا – كما مجمل دول أوروبا وكل الديمقراطيات الغربية تقريباً – عودة لظاهرة معاداة السامية، وتدهور الوضع أكثر خلال الأسابيع الأخيرة". وتابع "معاداة السامية تقتل من جديد في فرنسا منذ بضع سنوات". وكان ماكرون يشير إلى سلسلة حوادث حصلت أخيراً. فقد هاجم متظاهرون على هامش مسيرة لحركة "السترات الصفراء"، السبت، المفكر ألان فينكيلكرو العضو في الأكاديمية الفرنسية، مطلقين عليه اسم "الصهيوني". وأثار ذلك جدلاً في فرنسا حول معنى هذه الكلمة. وأعلن، الثلاثاء، عن تدنيس 96 مدفناً يهودياً في مقبرة في كاتزينهايم في الألزاس. ووضعت عليها صلبان مشطوبة. وقبل أيام، رسمت أيضاً صلبان مشطوبة (ترمز إلى النازية) على صور السياسية الراحلة لسيمون فيل التي كانت نجت من معتقل أوشفيتز. كما قطع مجهولون شجرة كانت زرعت تكريماً لذكرى يهودي تم تعذيبه حتى الموت في 2006. وتقول أرقام صادرة عن الحكومة، أن الأعمال المعادية للسامية ارتفعت بنسبة 74 في المائة في 2018 في فرنسا. من جهة أخرى، أعلن ماكرون، الأربعاء، أن نائبة من حزبه ستتقدم قريباً باقتراح قانون لمكافحة الكراهية على الإنترنت. Emmanuel Macron déplore une "résurgence inédite"' de l'antisémitisme #AFP pic.twitter.com/XQRzjYt2ms — Agence France-Presse (@afpfr) February 21, 2019