هو التعادل الثالث بين الأندية الجزائرية ومنافستها المصرية، وبنفس النتيجة أي واحد مقابل واحد وبنفس الريتم والسوسبانس إلى آخر دقيقة، تلك هي القصة المثيرة في المباريات الندّية بين الجزائريين والمصريين في لعبة كرة القدم، والجميل أن هذه المباريات بين الأندية أبقت على متعتها وعنصر التشويق فيها إلى آخر دقيقة منها، وانتهت جميعها بين فرح وحسرة والأجمل أنها جرت جميعا في روح رياضية عالية ومثالية، بل ويمكن البناء عليها في المباريات القادمة بين الكرتين خاصة أنه في دورة مصر لكأس أمم إفريقيا ستكون الجزائر ومصر أكبر مرشحين للتتويج. صحيح أن مصر قدمت هذا العام في منافستي رابطة الأبطال الإفريقية ومنافسة الكونفدرالية أقوى الأندية في البلاد، من حيث الشعبية والإمكانيات المادية والتاريخ وجميعها فازت بأقوى البطولات حيث كان الإسماعيلي أول من حصل على رابطة الأبطال بمسمّاها القديم كأس الأندية البطلة في أواخر ستينات القرن الماضي، إضافة إلى الزمالك والأهلي القويين قاريا والذين حصلا سويا على ربع الألقاب التي حصلت عليها كل أندية القارة السمراء، بينما لعبت الجزائر المنافستين بثلاث فرق لا تمتلك أي لقب قاري ولا تاريخ في المنافسة القارية وهي شباب قسنطينة وشبيبة الساورة ونصر حسين داي، إلا أن الندّية والحماس كسر الفوارق، وجعل الكرتين المصرية والجزائرية تنتهي كل مواجهاتها من دون غالب ولا مغلوب. شباب قسنطينة في مباراة الإسكندرية أمام الإسماعيلي، لعب أسوأ مبارياته ولم يستفد من كل العوامل التي كانت إلى جانبه، فقد توجه إلى الإسكندرية من دون ضغوط، لأنه الأول في مجموعته، ولعب من دون جمهور المنافس وفي ملعب محايد، ليس هو ملعب الفريق المحلي، كما أن الدراويش فقدوا هيبتهم، وبدا مستواهم متواضع، إضافة إلى أن التحكيم كان في المستوى ولم يظلم الفريق طوال أطوار المباراة، ناهيك عن الطقس البارد، ولعب المنافس بضغط النتيجة حيث لم يكن له من خيار سوى الفوز، واستفادة الشباب من مدرب فرنسي يعرف الملعب وسبق له وأن درّب ناديين ينتميان لمدينة الإسكندرية ويعرف خبايا الكرة المصرية، كلها ظروف لم يستفد منها السنافير، ومرّوا جانبا طوال قرابة 75 دقيقة، ولو آمنوا منذ بداية المباراة بإمكانياتهم وهاجموا ولعبوا من أجل الفوز، لأنهوا المباراة في شوطها الأول، وبدا الفريق شبه منقوص لأن اللاعبين الإفريقيين هارونا وباهمبولا وهما الأجنبيين الوحيدين في الشباب قدّما عرضا هزيلا جدا، جعل المناصرين الذين تابعوا المباراة على الأعصاب، يتساءلون عن محلهما من إعراب الفريق، وتبقى النقطة الإيجابية هو أن الشباب برغم ضغط المباريات ولعبه على ثلاث جبهات، إلا أنه يحافظ دائما على نفس مستواه البدني وأحيانا يزداد قوة في المراحل الأخيرة من الشوط الثاني، بدليل أنه سجل الأهداف في كل مباريات دور المجموعات في اللحظات الأخيرة من المباراة. الفريقان سيلتقيان في الساعة الخامسة من مساء الثاني من مارس القادم، في قسنطينة، وحتى فوز السنافير في اللقاء، لن يضمن بنسبة 100 بالمئة التأهل، لأن الشباب سيكون حينها في المركز الأول، على بعد ثلاث نقاط من مازامبي، وست تقاط عن فريق الإفريقي، وعلى بعد مقابلتين من النهاية، ولكنه سيكون قد ضمن التأهل بنسبة كبيرة جدا، لأنه من غير المعقول أن يخسر مباراتيه الأخيرتين، ويحقق الإفريقي الفوز فيهما، بما في ذلك الفوز على الشباب في عقر داره بقسنطينة وبفارق هدفين. في مواجهة الساورة للأهلي المصري في بشار جاء هدف المصريين المعدّل للنتجية في الأنفاس الأخيرة من المواجهة، وفي مواجهة نصر حسين داي للزمالك في الإسكندرية، حققت النصرية هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من المواجهة، وفي لقاء شباب قسنطينة بالإسماعيلي جاء هدف السنافير قبل ثوان من صافرة النهاية، مما يعني أن المواجهات المصرية الجزائرية لاغالب ولا مغلوب فيها، إلى حدّ الآن، وقد تكون المواجهات الثلاث المتبقية بين هذه الفرق حاسمة ومعلنة عن أسماء من يتأهلوا إلى الدور الربع النهائي من المنافستين القاريتين، ومن يواصل المشوار إلى نهايته، قبل بداية كأس أمم إفريقيا الذي يبقى متابعة نهائي بين مصر والجزائر وارد فيها، بالنظر لقوة المنتخبين ب. ع