أرجات محكمة جنايات الدار البيضاء بالعاصمة، الإثنين، النظر في ملف جماعة إجرامية خطيرة كان يقودها طيار متربص بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، نشطت في وقت سابق في عمليات مشبوهة لاستيراد الأقراص المهلوسة والمخدرات من الخارج، وتهريبها نحو الجزائر بطرق احتيالة، حيث تمكنت مصالح الأمن من تفكيك الشبكة التي تضم تسعة أشخاص من بينهم مغترب بفرنسا، واسترجاع نحو 4 آلاف قرص مهلوس من مختلف الأصناف. واستنادا إلى الملف القضائي، انطلقت التحريات في القضية عقب توقيف شخص يدعى "إ. س" وحجز كميات متفاوتة من أقراص "السيبتاكس" و"الريفوتريل" داخل منزله لدى تفتيشه إلى جانب مبلغ مالي معتبر. وبإحالة المشتبه فيه إلى التحقيق، صرح لدى سماع أقواله بأسماء عدة أشخاص كان يتعامل معهم في إطار نشاطه الإجرامي، من بينهم مدمن يدعى"أ. م"، وبتوقيف الأخير كشف عن علاقته بشخص يدعى"س. س" يلقب "ديدينو" ويتعلق الأمر بطيار متربص، كان الممون الرئيسي لهم بالمؤثرات العقلية والكوكايين التي كان يتحصل عليها من بارونات بفرنسا خلال سفرياته، حيث يزوال تربصه بمدرسة "مونبيلي" رفقة عدد من الطياريين، ثم يقوم بتمريرها عبر المطار الدولي هواري بومدين وتمويهها داخل علب وتغليفها على أساس أنها أدوية للسرطان، دون أن تتمكن شرطة المراقبة على مستوى السكانير من فضحه لمرات عديدة. واستكمالا للتحقيق الميداني من قبل عناصر الضبطية القضائية، تم حجز ما يقارب 4 آلاف قرص مهلوس منها 3 آلاف فقط عثر عليها بمنزل الطيار خلال عمليات التفتيش، كانت مخفية بإحكام داخل علب سجائر. وبسماع أقوال "س. س" صرح بأن المحجوزات عبارة عن أدوية يقوم باقتنائها لغرض الاستهلاك الشخصي، نظرا إلى معاناته الطويلة مع الأرق، مفندا أي علاقة ربطته بتجارة الممنوعات بالأحياء الشعبية أو المساهمة فيها، رغم اعترافات باقي المتهمين بأنه هو من كان يوفر لهم المهلوسات بصفة دورية، وعلى أساس ما تم التصريح به أصدر قاضي التحقيق أوامر بالقبض في حق البقية وإيداعهم بعد التوقيف بسجن الحراش إلى غاية محاكمتهم خلال الدورة الجنائية المقبلة بعد تأجيل الملف نهار الإثنين.