لم تتراجع التعبئة في الحراك الشعبي بجميع ولايات الوطن، حيث انضم الثلاثاء الأطباء المقيمون إلى المسيرات وخرجوا رفقة الطلبة إلى الشوارع تزامنا مع عيد النصر الذي يصادف 19 مارس من كل عام كخطوة لتحقيق الانتصار لمطالبهم المتمثلة في التغيير الجذري ورفضهم لتمديد الحكم وتأجيل الانتخابات الرئاسية. خرج آلاف العمال في قطاع الصحة من موظفين وعمال وأطباء عاملين في القطاعين العام والخاص إلى جانب الطلبة، إلى شوارع العاصمة وباقي ولايات الوطن، حيث تجمعوا في ساعة مبكرة من الثلاثاء أمام المستشفى الجامعي مصطفى باشا بساحة أول ماي لتكون نقطة الانطلاق، ليسير أصحاب المآزر البيضاء، صوب شارع حسيبة بن بوعلي مرورا بنفق ساحة موريس أودان وصولا إلى ساحة البريد المركزي أو "الاستعراض" كما أطلق عليها. ونظم المئات من الطلبة وقفة احتجاجية هناك، مرددين الشعارات المعهودة التي تعبر جلها عن رفضهم للقرارات المعلن عنها، من قبل بوتفليقة، مع وجود لافتات جديدة على غرار "الطبيب لا يريد.. لا ندوة ولا تمديد"، بالإضافة إلى "نظام بوتفليقة يهين الشعب ويمر إلى العهدة الخامسة دون انتخابات"، و"حذار النظام الفاسد يقوم بخداع استراتيجي للاستمرار في السلطة"، كما ردد المحتجون عبارات "المافيا ديڤاج" و"سيستام ديڤاج"، إلى جانب رفع يافطات كبيرة كتبوا عليها "احترام إرادة الشعب"، "مرحلة انتقالية سلمية وديمقراطية" ولافتات أخرى من جملة ما دون عليها "احترام الدستور.. لا لحكم الجماعة" و"حرروا الجزائر"، "نعم لدولة الحق والقانون" و"الطبيب ما يمل ما يحمل الذل". كما شكك المحتجون في الشارع، بوعود السلطة في عقد ندوة وطنية جامعة مستقلة تحت الإشراف الحصري للجنة انتخابية وطنية مستقلة، وهو ما ترجمته إحدى اللافتات التي كتب عليها "لا لندوة مستقلة مزيفة. المعارضة لا تمثلنا لا لعمامرة أو بدوي.. للتمديد رافضون" وكذا "لا عهدة لا تمديد نريد نظاما جديدا". بينما عبر الطلبة والأطباء الذين تحدثت إليهم "الشروق"، عن معارضتهم لخرق الدستور سواء بتأجيل الانتخابات أو تمديد فترة حكم بوتفليقة لعام إضافي قائلين: "لم يستطيعوا البقاء بطريقة دستورية فقررتم البقاء بطريقة غير دستورية فبينتم للعالم أنكم عصابة حقيقية"، فيما أكد آخرون أن "العصابة تغير رقعة الشطرنج فقط وتتجاهل فكرة أن الشعب أصبح واعيا ودرجة وعيه وصلت إلى أبعد الحدود". واللافت في مسيرة الأطباء التي يتقدمها كل من بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، هو رفع يافطات كبيرة عليها علامة الصيدليات ودوّن فيها "لا حمى قلاعية.. ولا سلطة قمعية"، كما نال وزير الصحة حزبلاوي نصيبه من الانتقاد في هذه المسيرة على غرار"زوجتك يا حزبلاوي تلد في الخارج ونساء الشعب في المراحيض"، إلى جانب "الصحة مريضة.. أنقذونا..". مسيرات للأطباء والممرضين بمختلف الولايات المآزر البيضاء تنتفض على قرار تمديد العهدة الرابعة شهدت عديد الولايات الثلاثاء، خروج منتسبي قطاع الصحة في مسيرات ووقفات، للتعبير عن مساندتهم للحراك الشعبي، الرافض تمديد عهدة الرئيس بوتفليقة، ففي تيزي وزو خرج الأطباء ومنتسبو القطاع، في مسيرة سلمية انطلاقا من المستشفى الجامعي محمد نذير، شأنهم شأن أطباء بجاية الذين خرجوا في مسيرة مماثلة. كما خرج عمال قطاع الصحة بسيدي بلعباس في مسيرة سلمية داعمة للحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام، وقد بدأت المسيرة من مستشفى عبد القادر حساني، مرورا بشارع المقطع ووصولا إلى ساحة أول نوفمبر بقلب المدينة. كما خرج الأطباء وطواقم شبه الطبي وعمال القطاع الصحي بغليزان، في مسيرة سلمية دعما للحراك الشعبي. وبالمسيلة خرج أطباء وممرضون وصيادلة في مسيرة سلمية، تأييدا للحراك، كما شهدت مدينة البويرة مسيرة مماثلة. وتجمع أصحاب المآزر البيضاء بساحة الشهيد حمة لخضر بالوادي،وردد الأطباء والممرضون العاملون في القطاع الخاص والعام، وعدد من الصيادلة والبياطرة، شعارات المطالبة بالتغيير. كما شهدت ولايات خنشلة وميلة وسكيكدة مسيرات على خلفية المطلب ذاته. وفي قسنطينة جرف موج المآزر البيضاء كل ما وجده في طريقه من مستشفى بن باديس الجامعي إلى وسط المدينة، حيث تلوّن باللون الأبيض وعددهم بالآلاف من عمال قطاع الصحة بولاية قسنطينة في القطاعين العام والخاص، وبلسان واحد طالبوا بمنح قيادة الوزارة للأطباء الأكفاء وعددهم كبير جدا، وطالبوا بمساعدة أكثر من عشرة آلاف طبيب جزائري مختص أجبرتهم الظروف الاجتماعية على مغادرة البلاد. وتجمّعت أعداد من الأطباء والممرضين، في وقفة أمام مقر ولاية سعيدة، معلنين انضمامهم إلى الحراك الشعبي. كما أعلن المكتب الفرعي للمركزية النقابية، بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بسعيدة، تبرؤه من قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين.