في أوّل ردّ فعل له، وصف شيخ الأزهر محمّد سيّد طنطاوي فتوى إرضاع الكبير التي أفتى بها أحد مشائخ الأزهر قبل أسبوعين ب "السخيفة و الباطلة". و قال طنطاوي الذي كان في زيارة للكويت،أمس، أنّ الفتوى لا تُمثّل رأي الإسلام و إنّما هي اجتهاد خاطئ مِمّن هم "دون مرتبة الإفتاء"، مضيفا بأنّه لا يريد أن يجعل منها قصّة يُتندّر بها على الإسلام و الشريعة خاصّة و أنّ صاحبها، الذي وصفه ب "مجرّد شخص"، قد تمّ فصله نهائيا و التحقيق جار معه. وكان رئيس قسم الحديث في كلية أصول الدّين بجامعة الأزهر الدكتور عزّت عطيّة قد أباح للمرأة العاملة بإرضاع زميلها في العمل، تجنّبا للوقع في الخلوة غير الشرعيّة، على حدّ ظنه. لكن عطيّة لم يكن يعلم أنّ هذه الفتوى ستؤلّب عليه العالم الإسلامي من المحيط إلى المحيط، حيث أنّه و رغم تراجعه عنها و تقديمه اعتذارا عن ذلك، إلا أن المجلس الأعلى للأزهر قرّر في اجتماع طارئ إيقافه عن العمل في الجامعة و أحاله على التحقيق. وقال المجلس الأعلى للأزهر في بيان أصدره بشأن القضيّة، أن ما جاء على لسان الدكتور عزت عطية أستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ويخالف مبادئ التربية والأخلاق ويسيء إلى الأزهر كمؤسسة إسلامية مرموقة. كما أكّد وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق قرار المجلس الأعلى للأزهر بإيقاف عطية، مؤكدا حرص المؤسسة الدينية في مصر على القيام بدورها فى التوعية الدينية الصحيحة وتصحيح أي مفاهيم شاذة نتيجة الخلط الذي تحدثه "فوضى الفتاوى". أما الشيخ أشرف عبد المقصود المتخصص في التراث الإسلامي والدفاع عن الأحاديث النبوية ، فقال بأن إثارة هذا الموضوع ليس بغرض الإثارة بل للطعن في الإسلام نفسه، في إشارة إلى الحملات التي يشنّها أعداء الإسلام على الإسلام في العالم كلّه. أما العلامة الدكتور يوسف القرضاوي فقال بأنّه نبّه أكثر من مرة إلى محاولة خصوم الفكر الإسلامي التشكيك في (المُسلمات) وبذل الجهد في تحويل اليقينيَّات إلى ظنِّيَّات و القطعيات إلى مُحتملات قابلة للأخذ والردِّ، والجذْب والشد، والقِيلِ والقالِ بهدف زحزحة الثّوابت، قائلا بأنّ في عصرنا مَن يشكك في تحريم الخمر أو الربا، أو في إباحة الطلاق وتعدُّد الزوجات بشروطه، بل مَن يُشكك في حجية السنة النبوية، بل وجدنا مَن يدعو إلى أن نطرح علوم القرآن كلها، وكل مواريثنا من الثقافة القرآنية، ونُلقيها في سلة المهملات، لنبدأ قراءة القرآن من جديد قراءة معاصرة، غير مُقيدة بأي قيد ولا ملتزمة بأي علم سابق، ولا بأية قواعد أو ضوابط مما قرَّره علماء الأمة على توالى القرون. و لا تزال تلك الفتوى محلّ سخط من المسلمين، على اعتبار أنّها قزّمت اهتمامات الإسلام على و حاولت تتفيهه على حدّ تعبير الشيخ طنطاوي. ق.م