تنتظر محمد تهمي الوزير الجديد للشباب والرياضة وآخر وافد على مبنى ساحة "أول ماي" بالعاصمة، ملفات على قدر كبير من الحساسية خاصة وأنها ترتبط بقطاع تنتمي إليه الشريحة الكبرى بالبلاد. ومعلوم أن محمد تهمي "بروفيسور" (تخصّص أمراض القلب)، وسبق له ترأس الإتحادية الجزائرية لكرة اليد ما بين 1998 و2001، كما عيّنه محمد روراوة - رئيس اتحاد الكرة عند بداية عهدته الثانية عام 2009 - عضوا ضمن اللجنة الطبية للفاف، الرجل نفسه دعته "أسرة" مولودية الجزائر ذات خريف من عام 2006 لقيادة اللجنة المديرة المؤقتة للنادي ولكنه اعتذر عن شغل المنصب. ولعلّ أول خطوة ناجحة مأمولة من خليفة الهاشمي جيار هي أن يضع الشباب على اليمين والرياضة عل الشمال، وبالعربي الفصيح يجب أن لا تختزل هموم القلب النابض للأمة في كرة القدم وبقية الممارسات الجسدية والفكرية، ولا يغفل أن شباب هذه الأيام لا يؤمن إلاّ بالصراحة المقرونة بالملموس، بعيدا عن الفلسفة والشعر والإستغباء والإختفاء وراءه لضرب الآخرين بطريقة جبانة من دون تقديم الحلول. الورشة الأخرى الجديرة بالإهتمام هي مشروع احترافية الرياضة، لاسيما بعد مهازل الألعاب الإفريقية والعربية والأولمبية، من خلال المباشرة في تهذيب الذهنيات وتعويد الفاعلين الرئيسيين في هذا الحقل على نوع جديد من الممارسات الجادة والحازمة، وتغليق حنفيات "المن والسلوى" و"ركل السفهاء"، بما يضمن الإنفاق الرشيد للموارد المالية وبلوغ الأهداف المسطرة. ثم لا يعقل أن يدس المسؤولون الحلوى في جيوب رؤساء الأندية والإتحادات وكأنهم يتامى! وبالمقابل يردّدون على مسامع الشباب فضائل المبادرة وبعض "الأغاني" المحرّضة والمستفزة "الشكوى لغير الله مذلّة"، "إذهب لتحتطب يا فتى"!؟ وتذكير "الغافلين" منهم بفوائد بعض الهوايات كالشطرنج وتسلّق الجبال وجمع الطوابع البريدية..!؟ سلك سلفا محمد تهمي - ونعني بهما قيدوم وجيّار - طريقين، الأول "شتم آلهة قريش" فثار ضده أشرافها، والثاني رفض أن يحتكر غيره دور البطولة وكان أن لقي نفس المصير، وفي كل الأحول بقي القطاع يراوح مكانه إن لم نقل تراجع عشرات الخطوات للوراء، لأن الرجلين انشغلا بمعارك "دونكيشوتية". فهل ينجح الوزير "البروفيسور" في أن ينزل رؤساء الإتحادات والأندية وبقية مسؤولي قطاعه منازلهم طائعين أو مكرهين، بما يضمن تبديد "هموم" الشباب (المشاكل الحقيقية لهذه الشريحة)، واستئصال أورام الرياضة؟