اختلطت الأمور على حزب جبهة العدالة والتنمية الذي يقوده عبد الله سعد الله بسبب عدم تمكنه من حسم خيار المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة، وهو الموضوع الذي تأجّل إلى شهر سبتمبر الداخل، مثلما لم تتضح الصورة بعد لدى هذه التشكيلة السياسية للردّ على الاتصالات القائمة من أجل تشكيل تحالف مع بعض الأحزاب المحسوبة على »التيار الإسلامي«. اعترف عضو المكتب الوطني في جبهة العدالة والتنمية، عمار خبابة، بأن مجلس الشورى الوطني فتح قبل مدة ملف المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة لكن من دون أن يتوصل إلى نتيجة حاسمة في نهاية المطاف، وعزا التردّد الحاصل إلى التداعيات التي تركتها نتائج الانتخابات التشريعية الماضية التي لم يتحصل فيها حزب جاب الله سوى على سبعة مقاعد بالمجلس الشعبي الوطني بعدما رشحته الاستطلاعات ليأتي على رأس أحزاب التيار الإسلامي. ومن هذا المنطلق تقرّر إرجاء الفصل في هذا الأمر إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، حيث رفض خبابة في تصريحه ل »صوت الأحرار« الحديث عن توجه غالب نحو مقاطعة موعد 29 نوفمبر المقبل بقوله: »في الحقيقة لقد ألقت التشريعيات الأخيرة بظلالها على النقاش الحاصل داخل الحزب وبالتالي فإن التوجه العام غير واضح وإننا ننتظر أن يحصل أي جديد في الأفق..«. وعلى حدّ تعبير محدّثنا فإن »الأمور لا تزال غامضة بشأن مصداقية الانتخابات المحلية المقبلة«، مستطردا في كلامه بأن هذا الغموض يكمن في »انطلاقا من القائمة الانتخابية وصولا إلى طريقة تعامل الإدارة في إدارة العملية«. كما استغرب القيادي في جبهة العدالة والتنمية من كون »الجزائر هي البلد الوحيد في المنطقة التي تشرف فيه وزارة الداخلية ومصالح الإدارة على العملية الانتخابية بدلا من إسنادها إلى لجنة مستقلة تكون ممثلة من جميع الأطراف المعنية..«. وسألت »صوت الأحرار« عمار خبابة إن كان خيار الدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى مفضّلا في حال قبل حزب جاب الله المشاركة في الانتخابات المحلية، فأجاب بتعبير يحمل الكثير من التشاؤم قائلا: »القضية كما ذكرت ليست متعلقة بالتحالفات بقدر ما هي مرتبطة بمصداقية وشفافية العملية في جميع مراحلها.. وهذا أمر مطعون فيه«، مذكّرا في الوقت نفسه بتجربة اقتراع العاشر ماي الماضي على أساس أنه »حتى المتحالفين لم يسلموا مما وقع خلال هذا الموعد الانتخابي«. كما أورد أنه من بين العوامل التي تسبّبت في خسارة الأحزاب المحسوبة على »التيار الإسلامي« إلى عامل التشتّت بالنظر إلى دخول الكثير من التشكيلات منفردة، ولكنه لا يعتبر هذا الأمر السبب الوحيد في انتكاسة التشريعيات من خلال الاستناد على مبرّر »التوجيهات الانتخابية« بفعل تصويت الأسلاك النظامية، مضيفا أن المنتسبين إلى هذه الفئة »يفرض عليهم التصويت لصالح أحزاب محسوبة على السلطة« على حدّ قوله خبابة. وعلى صعيد آخر كشف عضو المكتب الوطني في جبهة العدالة والتنمية عن اتصالات متقدمة مع عدد من الأحزاب، بما فيها في تكتل »الجزائر الخضراء« من أجل بحث خيار تشكيل تحالف المعارضة، وهي الاتصالات التي قال إنها ستتواصل مع حلول شهر سبتمبر المقبل لمناقشة ملف الانتخابات المحلية، نافيا بالمناسبة أن يكون رئيس الحزب معترضا على تنسيق المواقف.