يتزايد إقبال سكان الجنوب وورقلة وكذا الوادي خصوصا، على مشروب على عصير اللاقمي المشتق من جذوع النخيل، لاسيما عند حلول شهر رمضان نظرا لفوائده الكثيرة، إذ من فوائده تحمل الجوع والعطش لما يحتويه من فيتامينات ومياه عذبة. ولمن لا يعرف اللاقمي، فإنه مشروب طبيعي يستخرج من لب النخيل ويتم استخلاصه من جذوعه خاصة من أشجار النخيل التي يتجاوز عمرها 40 سنة. وتبدأ عميلة استخراجه بعد أن تجرد النخلة من جريدها بالكامل ولا يترك فيها شيء بغية الجلوس فوق النخلة والانتقال فوقها بسهولة، ويتم في نفس الوقت كشف الليف حتى يظهر الجمار، أو ما يعرف بشحم النخيل، وهو ما يشبه عادة سنام البعير مذاقه حلو وغني بالبروتين. ويحاول الفلاحون حفر الجمارة حول حوض النخلة على شكل حلقة مستديرة يكون عمقها نحو سنتمترين وعرضها نحو ذلك، وينتهي هذا الحوض بفتحة صغيرة يوضع فيها قصبة مجوفة إلى خارج رأس النخلة ليصب اللاقمي في إناء أعد من أجل جمع هذا الشراب مذاقه حلو وطبيعي، وفي المساء وقبل غروب الشمس بعد انخفاض درجة الحرارة بنحو ساعة يتم إزالة القشرة العليا من فوق الجمارة وعقب قشط القشرة يوضع الإناء مباشرة تحت الأنبوب حتى يتصبب اللاقمي للإناء بسهولة. ليسارع الفلاح باستخراج اللاقمي بجمعه وأخذه بسرعة إلى الثلاجة حتى لا يتحول إلى مسكر. ويعرض اللاقمي في ساعات الصباح الأولى في الأسواق أين تلقى هذه المادة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين خاصة في شهر رمضان. ويلاحظ يوميا طوابير حول باعة اللاقمي ومنهم من يتنقل إلى قرى تبعد بنحو 20 كلم عن المناطق الحضرية قصد اقتناء مشروب اللاقمي، حيث يتجاوز سعر اللتر200 دج. ومعلوم أن وزارتي التجارة والصحة حذرتا في أكثر من مناسبة من مغبة تجاهل الأساليب الوقائية في استخلاص مشروب اللاقمي كونه مشروبا سرعان ما يتحول إلى مسكر خلال 72 ساعة خاصة في فترة الصيف.