أقدمت عناصر مسلحة ليلة الأحد إلى الاثنين على اختطاف رعية مصري يعمل في شركة مختلطة جزائرية مصرية بمنطقة ثلا علام بتيزي وزو، إحدى شركات المناولة بعد اقتحام مكتبه ليلا، حيث اقتادوه إلى وجهة مجهولة بعد ما قدموا أنفسهم على أنهم رجال أمن، وقد سهل تنفيذ عمليتهم الإجرامية ارتداءهم للزي الرسمي للشرطة وحملهم لرشاشات من نوع "كلاشنكوف". فحسب المعلومات الأولية المستقاة من مكان الحادث، تقدم 4 أشخاص مسلحين ببنادق رشاشة من نوع "كلاشنكوف" عند الساعة الحادية عشرة ليلا من أحد المواقع التابعة للشركة بمنطقة بوخالفة بتيزي وزو فوجدوا عنده جزائريين أحدهما السائق والثاني مهندس كانا يقومان بالصيانة مثل عادتهما، فسأل المسلحون عن المصريين، وعند تأكدهم من أن المصريين لم يخرجوا للموقع تلك الليلة طلبوا من الجزائريين تحت تهديد السلاح دلّهم على مكان تواجد هؤلاء ورافقوهم إلى حد مسكنهم، علما أن المسكن هو المكتب بالنسبة للشركة المصرية. ولأن المسلحين كانوا يقصدون الأجانب دون الجزائريين هذه المرة، أمروا السائق التقدم من مقر الشركة والنداء على الضحية الذي عند سماع صوت السائق يناديه تعرف على الصوت واطمأن أن السائق زميله في العمل يناديه فخرج من الباب ليجد زميليه في انتظاره، لكنه تفاجأ لوجود 4 مسلحين في زي الشرطة، بعدها مباشرة أمر هؤلاء الجزائريين بالإنصراف واقتادوا الرعية المصري نحو وجهة مجهولة. الضحية "و.أمجد" مهندس مصري، يبلغ من العمر 26 سنة، يعمل لحساب شركة مناولة مصرية منذ أكثر من سنتين، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر أكدت مصادرنا عملية الاختطاف، بينما أكدت بالمقابل أن لا جهة اتصلت بالشركة المصرية لطلب فدية ولا حتى السفارة المصرية، بحكم أن المسلحين كانوا يصرون على الرعايا المصريين. فبحسب الطريقة التي اختطف بها المهندس المصري، كل المؤشرات تشير إلى جماعة متخصصة في الاختطافات، يحتمل أن تكون عضوا في تنظيم القاعدة وذلك بالنظر إلى نشاط "الكوموندوس المجهول" الذي تخصص في اختطاف أبناء المقاولين والأثرياء بمنطقة القبائل منذ جويلية الماضي وطلب فدية بمبالغ ضخمة مقابل إطلاق سراح المختطفين سالمين. وتعد حادثة اختطاف المهندس المصري ليلة أمس الأول سابقة خطيرة من نوعها في مسار الإجرام في منطقة القبائل، حيث لم تسجل المنطقة من قبل سواء في تاريخ العمل المسلح أو عمل كوموندوس الاختطافات أن تعرض لرعايا أجانب وعرب بالخصوص، إذ تعيش منطقة "ثلا علام" بتيزي وزو حالة من الذعر والترقب الحذر لمعرفة مصير الرعية المصري والتعرف على الجهة التي تقف وراء اختطافه، في انتظار ظهور الجديد حول هذه العملية الإجرامية. غنية قمراوي/ صونية قرص