اكتسحت قطعان الماشية المغربية المهربة عبر الحدود الغربية، مساحات واسعة من أسواق الماشية بمدن الجنوب، بعدما استطاع تجار السوق السوداء نقلها ليلا للتحايل على السدود الأمنية المنصوبة عبر مسافة تجاوزت 1200 كلم في اتجاه مناطق الجنوب، ويقدر العارفون بأسواق الماشية، أن ما بين الألفين إلى ثلاثة آلاف من رؤوس الأغنام المغربية تسربت خلسة إلى تّراب مدن الجنوب مرورا بالحدود مع المغرب. ولعل ما يزيد في انتشار هذه الماشية في أقاليم ولايات الجنوب الشرقي والجنوب الغربي وأقصى الجنوب خلال هذه الفترة بالذات هو ثمنها ، حيث لا يتعدى ثمن الرأس الواحد من كباش الثني والمقرون" المطلوب بكثرة في أضحية العيد 14 ألف دج، مما يجعلها تلقى إقبالا واسعا من قبل المواطنين ذوي الدخل الضعيف بالرغم من أخطارها الصحية على المستهلك. وأوردت مصادر طبية بيطرية في ولاية غرداية، أنه تم التأكد من وجود حالات مؤكدة من داء حرقان الجوف" المسبب للحمى القلاعية الذي يضرب مناطق الريف بدولة المغرب، ومناطق الحصينية بمدينة غريان الليبية، وهو تهديد حقيقي لصحة مستهلك لحوم هذه الأغنام، فضلا عن خطرها وما يمكن أن تلحقه من أذى بقطعان الماشية المحلية، إذا ما اختلطت بها في المراعي ومزارع تربية الماشية لدى الخواص، وقد سبق وأن حذّرت إفادة صادرة عن المنظّمة العالمية للصحة الحيوانية أواخر سنة 2011، من أخطار ماشية مناطق الريف في المغرب، وأغنام إقليم غريان بليبيا على الصحة العمومية بسبب إصابتها بمرض "حرقان الجوف" المسبب للحمى القلاعية، مما دفع بالجزائر وقتها رغم اضطراب الأوضاع الأمنية في الجانب الليبي، تعزيز نظم الوقاية بإطلاق حملات تلقيح واسعة النطاق بتجمعات البدو في المناطق الحدودية مع المغرب وليبيا.