مقولة لا تغيير في التشكيلة التي تفوز، هي معادلة كروية خاطئة، ولا يمكن تطبيقها خاصة إذا تعلق الأمر بمنتخب وطني، لاعبوه ينشطون في أندية تؤثر على مستواهم بالإيجاب وبالسلب، وليس كل من تألق في أمم إفريقيا التي فاز بها المنتخب الوطني، قد ضمن مكانه وضمن أيضا بقاء مستواه في القمة.. فكما كان فوزي شاوشي بطلا بدون منافس في مباراة أم درمان الشهيرة، فإنه تسبب بعد ذلك في خسارة الخضر الثقيلة أمام إيرلندا وأمام ملاوي وحتى أمام سلوفينيا في المونديال الجنوب إفريقي.. كما أن خالد لموشية ساهم في تأهل الخضر لمونديال جنوب إفريقيا وتم بعد ذلك الاستغناء عنه، والأمثلة كثيرة خارج وداخل الوطن، ومن غير الممكن أن يُبقي جمال بلماضي بحجة الاستقرار في التشكيلة الأساسية التي فازت ببطولة أمم إفريقيا في مصر على نفس اللاعبين بحجة فوزهم باللقب. ومعلوم أن جمال بلماضي غيّب لاعبين عن سفرية مصر بمحض إرادتهم وآخرين بسبب نقص المنافسة والبقية بسبب الإصابة مما يعني أن أبواب المنتخب الوطني مازالت مفتوحة، بل ومشرعة عن آخرها لمزيد من اللاعبين. هناك لاعبون عليهم إجماع على أن مكانتهم لا نقاش فيها، ومنهم نجم نابولي فوزي غولام، أحد أحسن مدافعي الرواق الأيسر، وقد عانى غلام من إصابة طالت مدتها إلى قرابة سنة ونصف، وعندما عاد للميادين بقي لعبه مليء بالتحفظ وهو ما جعله يغيب عن الكان، وقد يكون موقف غلام قد أغضب جمال بلماضي، ومع ذلك لا يمكن تهميش نجم عالمي بقيمة فوزي غولام بسبب لقب تحقق من دونه.. في الدفاع أيضا يوجد عبداللاوي الذي عانى من إصابة إضافة إلى فيكتور لكحل، أما في خط الوسط فإن لاعبا بحجم نبيل بن طالب لا يمكن تجاهله، فهو مازال شابا في الرابعة والعشرين من العمر، وعندما يعود إلى قمة عطائه برفقة جمال بلماضي الذي يحرّك اللاعبين الهادئين، يصبح وجوده في التشكيلة ضروري، إضافة إلى سفير تايدر المحترف في الدوري الأمريكي رفقة عدد من نجوم العالم.. كما أن غياب ياسين بن زية عن رحلة مصر كان بسبب نقص المنافسة منذ طلاقه مع ناديه التركي فينارباخشي، يضاف إلى سفيان هني وهو لاعب كبير لم يوفق في خياراته والأندية التي لعب لها، وفي الهجوم مازال في مفكرة جمال بلماضي نجوما من الطراز العالي ومنهم لاعب برينتفيلد سعيد بن رحمة الذي كان الموسم الماضي ظاهرة كروية في التسجيل بالقدمين وبكل الطرق وفي صناعة الفرص أيضا، ولكن الإصابة هي من حرمته من المشاركة ونفس الشيء بالنسبة لإسجاق بلفوضيل نجم وهداف هوفنهايم وأحد هدافي الدوري الألماني، وعودة رشيد غزال إلى مستواه الكبير الذي جعله في بعض الفترات يخطف مكانة نبيل فقير في ليون، قد يعيده لتشكيلة بلماضي الذي راهن عليه كأساسي في مباراة غامبيا خارج الديار.. ويبقى الفريق الوطني في حاجة لهلال سوداني الذي تنقل إلى أقوى فريق في اليونان وسيلعب نهاية الأسبوع الحالي المباريات التمهيدية لمنافسة رابطة أبطال أوربا، كما أن مشاركة أسامة درفلو للموسم الثاني في الدوري الهولاندي قد يمنحه الخبرة والتألق ويقترب من الخضر، ولا يمكن حرق أوراق لاعب سيلتا فيغو رياض بودبوز الذي لعب مونديال 2010 ومازال في ربيعه التاسع والعشرين وقد يعود للخضر. الدوريات الأوروبية على الأبواب ولا أحد يعلم كيف سيكون مسارها بالنسبة للاعبين الجزائريين الذي يضاف إليهم بعض الأسماء الثقيلة التي قد تكون مفاجأة الخضر في القريب العاجل، ومنهم حسام عوار، وخاصة لاعب بوردو ياسين عدلي صاحب ال 29 ربيعا الذي سيكون قنبلة الخضر لو تم دمجها بألوان المنتخب الوطني في الفترة القادمة. في المباراة النهائية أمام السينغال، لم يقتنع الكثيرون بأن تسجيل بغداد بونجاح للهدف الوحيد في الدقيقة الثانية هو الذي جعل المنتخب الجزائري يلعب مباراة في منتهى السوء لم يسدد فيها، طوال التسعين دقيقة سوى قذفة واحدة من يوسف بلايلي، ولم ينجح لاعب في تسجيل مراوغة واحدة ماعدا بلايلي لأجل ذلك فإن جمال بلماضي سيستفيد من إشعال المنافسة بدعوة بعض هؤلاء النجوم بين الحين والآخر، وربما آخرين ينشطون في أوربا ومنهم لاعب أونجي وخريج أكاديمية برادو اللاعب الملالي. أمام جمال بلماضي بدل الفريق الواحد، فرق بأكملها، ولأنه يمتلك القدرة على تسيير المجموعة والتحكم فيها، فإنه قادر على أن يبني منتخبا عالميا يتغيّر فيه اللاعبون ويبقى الأداء على حاله.. ب.ع