يوجه الرئيس بوتفليقة، يوم 24 مارس المقبل، خطابا مطولا للشباب الجزائري يتعرض فيه للمشاكل التي أنهكت الشباب وأدت إلى ظهور آفات وظواهر اجتماعية خطيرة في المجتمع كالعنف، الإرهاب، الإجرام واللصوصية التي سبق وأن تعرض لها رئيس الجمهورية في خطاب سابق له، إضافة إلى ظاهرة الحراڤة في أوساط الشباب الذي أصبح يركب قوارب الموت ويخوض مغامرات انتحارية للهجرة إلى ما وراء البحر، ويتداول في الأوساط السياسية أن الرئيس سيدعو في خطابه الموجه للشباب يوم 24 مارس إلى تعديل الدستور. وفي هذا السياق، أعلن الشيخ بوعمران، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في ندوة صحفية، عقدها أمس، بمقر المجلس بالعاصمة، أن رئيس الجمهورية سيشرف على الإفتتاح الرسمي لملتقى "الشباب بين الأصالة ومسايرة العصر"، الذي ستنطلق أشغاله يوم 24 مارس بفندق الأوراسي، وتستمر يومي 25 و 26 مارس، وكشف الشيخ بوعمران ان الملتقى سيستضيف خبراء وباحثين وطنيين وأجانب مختصين في قضايا الشباب والمشاكل الإجتماعية والإقتصادية والنفسية التي تواجهها هذه الفئة من المجتمع، خاصة وأن الشباب يشكل 70 بالمائة من المجتمع الجزائري، مما يعني أن حل مشاكل الجزائريين يعتمد على حل مشاكل هذه الفئة من المجتمع.وقال بوعمران "لسنا مرتاحين لوضعية الشباب... أبناؤنا يموتون في البحر أو يلقى عليهم القبض في إسبانيا وإيطاليا وتونس ويزج بهم في السجون، لتضطر الدولة الجزائرية إلى التدخل بطرقها الدبلوماسية من أجل استرجاعهم".من جهته، أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، عز الدين سحلي أن هؤلاء الخبراء والباحثين سيقترحون حلولا عملية مستعجلة لتفعيل استراتيجية الدولة في التكفل بالشباب وإخراجهم من الأزمة وإعطائهم الأمل بالنجاح في الجزائر، خاصة هؤلاء الذين ينتحرون ويغادرون الوطن في قوارب الحراڤة عن طريق البحر. وحرص رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، على دعوة الشباب الجزائري إلى الإبتعاد عن العنف، لأن الدين الإسلامي ينهى عنه، مستدلا في ذلك بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي عانى من العنف، مؤكدا في هذا الصدد أنه لا بد على المؤسسات تربوية أن تركز على تعريف الشباب بالشخصيات التاريخية والعالمية الجانحة إلى السلم والحوار، والرافضة للعنف والعدوانية لدفع الشباب إلى الإقتداء بها بدلا من التعريف والتشهير بالشخصيات الحربية الثائرة.ومن بين الخبراء الذين سيشاركون في اقتراح حلول لمشاكل الشباب الجزائري خلال أشغال ورشات الملتقى البروفيسور "بيير بيدار" من جامعة بوردو 2 وهو أستاذ مختص في الشبيبة، وأستاذ من جامعة السوربون مختص في قضايا الشباب كذلك، والوزير السوري السابق أحمد الحلواني، والبروفيسور عبد الله مهتوف من العربية السعودية وهو مختص في الشباب وقضايا الشباب كذلك، ونائب رئيس جامعة ليون الجزائري العيد بوزي المقيم بفرنسا، والباحث المتخصص في القضايا الإسلامية صادق سلام صاحب كتاب "فرنسا ومسلميها"، وهو باحث جزائري مقيم بفرنسا، الدكتوران علي الإدريسي وأحمد الحمداوي، من جامعة الرباط بالمغرب، ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالمغرب عبد الحق عزوزي وهو أستاذ محاضر بمختلف الجامعات العربية.ومن بين الخبراء الجزائريين الذين سيشاركون في أشغال الملتقى وورشاته الأربع الخبير في الشؤون المالية، سيد علي بوكرامي، الذي كان يشغل منصب المدير العام للبورصة سابقا، وهو حاليا مدير لمعهد الجمارك والضرائب بالقليعة، والدكتور عبد الحق لعميري، المدير العام للمعهد الدولي للتسيير، والخبير مالك سي امحمد المختص في علوم الإتصال والإعلام، وهو مستشار في المجلس الوطني الإقتصادي الإجتماعي، إضافة إلى بروفيسور من جامعة الطب بالجامعة المركزية خبير في الأمراض العصبية والضغوط النفسية، وأساتذة آخرين من مختلف جامعات الوطن.