ركز الفريق قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال ندوة تاريخية نظمت أمس، حول مشاركة الجيش الوطني الشعبي في الحروب العربية الاسرائلية، على أهم المحطات البارزة في مسيرة سليل جيش التحرير الوطني، لنصرة الأشقاء العرب، من براثن الحروب الإسرائلية. وأكدت مصادر رفيعة المستوى ل"الشروق" حضرت الندوة أن الفريق قايد صالح، وبعض الإطارات السامية بوزارة الدفاع الوطني، كشفوا خلال الندوة التاريخية حول "مشاركة الجيش الوطني الشعبي في الحروب العربية الإسرائلية"، التي نظمتها مديرية الإتصال والإعلام والتوجيه لوزارة الدفاع الوطني أمس، بالنادي الوطني للجيش في العاصمة، لأول مرة عن حقائق خفية، على غرار بقاء الجيش الوطني الشعبي الجزائري سليل جيش التحرير في الجبهة المصرية على طول قناة السويس، لإعطاء الوقت الكافي للجيش المصري لتحضير نفسه لحرب 6 أكتوبر 1973، وشكل سدا منيعا وحارسا أمينا لمنع تسلل الإسرائليين إلى الأراضي المصرية ومباغتة الجيش المصري لتوجيه ضربتهم القاصمة. فضلا عن الشكوك التي كانت تحوم حول قدرات الجيش الوطني الشعبي بخصوص مشاركة الجزائر العسكرية في الصراع العربي الإسرائيلي، رغم أن جيشها حينذاك لم يكن مهيكلا بالطريقة النظامية الكلاسيكية، ظنا منهم أن الجيش الشعبي الوطني تشكل أساسا من جيش التحرير الوطني، الذي اعتمد حرب العصابات كخطة لمواجهة الاستعمار الفرنسي، إلا أن الميدان أثبت لجميع المشككين أن الجيش الوطني الشعبي قادر على خوض الحروب الكلاسيكية بكل جدارة، تأكيدا منهم أن الجزائر تتبنى قضايا العرب الذين كانت جزءا لا يتجزأ منهم. كما تطرق المتدخلون إلى حيثيات حروب الاستنزاف التي كانت من أجل الكرامة العربية، وكذا حرب 1967 التي شهدت اندلاع الحرب بين العرب والكيان الصهيوني، وموقف الضباط الجزائريين من الحرب وكيفية متابعتهم لها. كما عادت وجوه عسكرية إلى الذاكرة الجماعية لسنوات امتدت من 1967 إلى غاية 1975، وهي فترة تواجد وحضور الوحدات العسكرية الجزائرية على الجبهة المصرية، كما تضمن برنامج الندوة إلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية عرض شريط وثائقي بعنوان "الوجهة سيناء المهمة نصر أو شهادة"، استعرض مختلف مراحل هذه المشاركة، وأبرز تواجد وحدات الجيش الوطني الشعبي في الحروب ضد الكيان الصهيوني.