يغرق المستشفى الجامعي اسعد حساني ببني مسوس في نقائص عديدة جعلته محل استياء العديد من المرضى الذين أبدوا انزعاجا كبيرا من الإهمال وسوء التكفل الذي باتوا يلاقونه بهذه المؤسسة الصحية، ناهيك عن الخلافات المهنية التي بلغت أروقة المحاكم بين المدير وبعض من العمال والموظفين الموقوفين منذ أشهر، حسب ما اطلعت عليه “الشروق”. يخيّل إلى قاصد المستشفى في الوهلة الأولى أنه على قدر عال من الاحترافية والتهيئة، لما يجذبه من جمال الصورة والتهيئة الخارجية التي عرفها في المدة الأخيرة، لكن كما يقول المثل الشعبي “يا المشبح من برا واش حالك من الداخل”. ويشتكي العديد من المرضى من سوء الخدمات وطول آجال الانتظار للحصول على المواعيد ونتائج التحاليل والفحوص الإشعاعية. حضر “البريكولاج” والقهوة والشاي وغاب العلاج ينتقد المترددون على مستشفى بني مسوس وكذا عماله وأطباؤه ثقافة “البريكولاج” التي اعتمدتها الإدارة في الآونة الأخيرة دون الاهتمام بجوهر الأمور، المهمة والأساسية، التي وجدت لأجلها هذه المؤسسة الصحية.. ومن أكثر من يطاله الانتقاد والتذمر هو تخصيص الإدارة لشبة دكاكين في الفضاء الخارجي لبيع الشاي والقهوة والأكشاك وكذا “كافتيريا” وحتى مشروع توفير مكتب بريد صغير، في حين تعاني كثير من المصالح من نقائص في توفير وسائل العمل ومستلزماته خاصّة مخابر التحليل بسبب نقص المواد المشعّة، بدورهم يشتكي المرضى من سوء التكفل بهم على جميع المستويات وفي مختلف المصالح. مصلحة التحاليل الطبية “تجمد” عملها إلى منتصف سبتمبر “الشروق” وقفت خلال زيارة ميدانية للمستشفى على تجميد عمل مصلحة التحاليل الطبية ماعدا الحالات المستعجلة طيلة شهر أوت وبداية سبتمبر ويبدو أن المصلحة لن تستأنف عملها، حسب ما استقيناه إلا مع منتصف سبتمبر الجاري. بدورهم أبدى مرضى القلب الذين يخضعون لتحاليل دورية للدم “TP” انزعاجا وتذمرا من الانتظار الطويل للحصول على نتائج حيث يجرون التحليل في حدود الثامنة والنصف أو التاسعة صباحا ولا يحصلون على النتيجة إلا بعد الثانية مساء ما يعرضهم لانتكاسات صحية لا يقوون عليها بالنظر إلى طبيعة مرضهم داعين إلى مراعاة أولويتهم في الحصول على النتائج. وفي نفس السياق تذمر مواطنون آخرون من عودة أدراجهم دون الاستفادة من التحاليل الموصوفة لهم إلى أجل غير مسمّى. وتعرف مصلحة تحليل الدم وضعا كارثيا في التهيئة على صغر مساحتها، حيث إنّ الباب الخارجي بلغ درجة متقدمة من الاهتراء، ناهيك عن حالة النوافذ وتعطل المكيفات الهوائية والحالة المتردية للشباك الوحيد الذي يستقبل المرضى. الجراحة العامة.. 10 سنوات من التهيئة والأشغال لم تنته بعد صرف الأموال في المظاهر الخارجية الجذّابة لم ينعكس إيجابا على وضع مختلف المصالح التي تعاني أوضاعا كارثية ومن ذلك مصلحة الجراحة العامة التي انطلقت بها أشغال التهيئة منذ أزيد من 10 سنوات دون أن تنتهي إلى غاية الآن. حالة المصلحة أثرت على التكفل بالمرضى، حيث إن المصلحة لا تقبل إلا الحالات المستعجلة، أما ما دون ذلك فيتم توجيهه نحو مؤسسات صحية أخرى. ظروف العمل الكارثية تخرج أطباء وعمال “طب النساء” للاحتجاج احتج منذ مدة أطباء وموظفو مصلحة “طب النساء والتوليد” في وقفة أمام المصلحة بسبب الظروف الكارثية للعمل التي أثرت بشكل كبير على مردوديتهم وتكفلهم بالنساء الحوامل ناهيك عن الضغط الذي تسبب فيه قلة العاملين وانعدام وسائل العمل ما أدى إلى افتراش كثير من الحوامل الأرض. ويؤكد العاملون بالمصلحة من أطباء وممرضين أنهم ضاقوا ذرعا بهذه الظروف التي تجعلهم في الواجهة مع المرضى دون تحرك الإدارة لتحسينها. أوساخ وقاذورات تعم أروقة المصالح ونحن ننتقل بين مصلحة وأخرى وقفنا على صور ومشاهد مقززة بسبب النفايات المترامية هنا وهناك في الأروقة وفي زوايا بعض المصالح الطبية، بما يؤكد التقاعس في مسألة التنظيف حتى الجدران سكبت عليها كميات من القهوة والعصائر جعلت الذباب والحشرات تتجمع حولها. وفي عيادة “ماتيبان” على وجه الخصوص كانت كمية الأوساخ لافتة للانتباه إلى جانب أكياس البلاستيك المترامية وقارورات المياه المعدنية. توقيفات للعمال ونزاعات مهنية تصل أروقة المحاكم وتعرف المؤسسة الاستشفائية اسعد حساني العديد من النزاعات المهنية سواء بين العمال والإدارة أم بين الأطباء والإدارة، انجر عنها توقيفات وصفها المعنيون بها بأنها تعسفية وغير مؤسسة، وقصد استرجاع حقوقهم المهضومة وإنصافهم لجؤوا إلى العدالة للنظر في قضاياهم. ومن بين الموقوفين نذكر سكوتي عبد الرحمان إداري ونقابي تم توقيفه منذ 4 أشهر وكذا بركان عمر منسق في طب الأسنان “ستوماتو” الموقف منذ شهرين تقريبا بينما كان في عطلة أرسل إليه قرار التوقيف، إلى جانب خالد موسوس رئيس مطعم موقف منذ فيفري الفارط أي منذ 8 أشهر تقريبا. وهناك حالات أخرى حاليا لإداريين وأطباء بسبب ما يصفونه بالممارسات التعسفية للإدارة ورفضهم الفساد الذي يعم المؤسسة.