للمباراة الثانية على التوالي ضمن وديات رفقاء رياض محرز، بعد التتويج بكأس أمم إفريقيا، لم يقدّم المنتخب الجزائري المباراة التي انتظرها عشرات الآلاف من أنصارهم، حيث كانوا بعيدين جدا عن الوجه الذي ظهروا به في مصر، وإذا كانوا في مباراة البينين الأولى قد فازوا في ملعب 5 جويلية بهدف من ركلة جزاء من تسجيل سليماني، فإنهم هذه المرة تعادلوا أمام منتخب الكونغو الديموقراطية المتوسط المستوى مقارنة بكبار القارة، وهي نتيجة منطقية بالنظر إلى سير المباراة، والكثير تسلل الشك في قلوبهم وصاروا يخشون أن يكون الفوز باللقب القاري مجرد ومضة عابرة في تاريخ هذه التشكيلة التي لم تلعب كاملة، ولكن هذا ليس مبررا خاصة أن التعادل سيفقد الخضر بعض المراتب في تصنيف الفيفا الذي يحتاجه جمال بلماضي في تصفيات كأس العالم، المنافسة التي يحلم بها المدرب الوطني وينتظرها على أحر من الجمر، لأن الحلم الأكبر للمدرب جمال بلماضي هو قيادة المنتخب الجزائري في منافسة كأس العالم التي ستجري في البلد الذي لعب فيه جمال بلماضي، وبدأ فيه مشواره كمدرب. جمال بلماضي قسم المباراة إلى نصفين بالنسبة إلى حراس المرمى من دون أن يتمكن من تقييم الحارسين دوخة وأوكيدجة، خاصة أن جمال بلماضي سيلعب بالحارس رايس مبولحي أمام كولومبيا في ليل الفرنسية، وفي الدفاع وضع تجريب حساني الذي ينشط في دوري ضعيف جدا هو الدوري البلغاري أكثر من علامة استفهام، فاللاعب المغترب ليس في سن مبكرة يمكن أن نقول بأنه لاعب مستقبل، كما أن المنصب الذي دفعه إليه المدرب وهو الرواق الأيمن، لا يطرح إشكالا، وهي نفس الملاحظة عن لاعب سيون السويسري عبد اللاوي الذي بدا تائها غير ثابت الأداء، ويحتفظ بالكرة أكثر من اللزوم، في الوقت الذي قدم تاهرات وبن سبعيني مباراة مقبولة، ولكن من دون امتياز أو تميّز، وفي خط الوسط، لم يجد بن ناصر وقديورة، الضلع الثالث في معادلة الكان التي كانت ناجحة، وهو سفيان فيغولي، فكان إلى جانبهم مرة ياسين براهيمي وأحيانا بن رحمة أو فرحات وجميعهم كانوا خارج الإطار، ما جعل سليماني شبه معزول، ولم تصله طوال التسعين دقيقة التي لعبها سوى القليل جدا من الكرات، في مباراة غابت فيها الفرص، وحتى الهدف المسجل من الخضر جاء من خطإ من حارس مرمى الكونغو الديموقراطية، التي قدمت مباراة محترمة، وهو المنتخب الذي شارك مرة واحدة في كأس العالم بتسميته القديمة الزائير في سنة 1974 في ألمانيا الغربية، حيث كان أسوأ سفير للكرة الإفريقية بثلاث هزائم بثلاثية نظيفة أمام البرازيل وثنائية نظيفة أمام اسكوتلندا وبتسعة أهداف كاملة من دون ردّ أمام يوغسلافيا، ومنذ ذلك الحين انقطع عن المونديال وحتى مرور هذا المنتخب على البطولات الإفريقية بقي محتشما، وبقي الوجه المضيء في هذا البلد هو فريق مازامبي وبدرجة أقل فريق فيتا كلوب المتواجد في دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، رفقة شبيبة القبائل. أكيد أن مباراة كولومبيا القادمة، ستكون بتحفيزات أخرى بالنظر إلى حجم المنافس، وأيضا مكان إقامة المباراة، حيث سيحضرها أهل وأصدقاء اللاعبين المغتربين مثل بن ناصر وماندي ومحرز وفيغولي ومبولحي وأوكديجة وقديورة، ومن المنتظر أن يلعب جمال بلماضي بنفس المنتخب الذي فاز به بكأس أمم إفريقيا في مصر، وهو يدرك أن عشرات الآلاف من المغتربين سيخصصون للمنتخب الجزائري استقبالا احتفاليا بتتويجهم باللقب القاري الذي عاشوه بجوارحهم، وحوّلوا كل المدن الفرنسية إلى مسارح للبهجة والفرح. إسلام سليماني سجل هدفا آخر في رحلته الناجحة لتحطيم رقم عبد الحفيظ تاسفاوت ليصبح أحسن هداف في تاريخ الجزائر، وبلماضي عادل رقم الراحل عبد الحميد كرمالي في عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة وهو 14 مباراة، ولكن الجزائريين يريدون مشاهدة منتخب بلادهم متوجا مرة أخرى بكأس أمم إفريقيا في الكاميرون وبالتواجد في منافسة كأس العالم، على الأقل بالمحافظة على الأداء الذي ظهروا به في كأس أمم إفريقيا، لأنه في اليوم الذي تعادل فيه رفقاء محرز أي الجزائر بهدف لهدف على ميدانهم أمام منتخب الكونغو الديموقراطية، في نفس اليوم تعادل رفقاء ساديو ماني أي السينغال بنفس النتيجة هدف مقابل هدف أمام منتخب البرازيل في سنغافورة بالرغم من لعب البرازيل بكل نجومه مثل نايمار وفيرمينيو وتياغو سيلفا وكازيميرو؟؟ زين الدين فرحات: “المواجهة أفادتنا كثيرا ولقاء كولومبيا مختلف تماما عن المباريات السابقة” أعرب زين الدين فرحات، لاعب المنتخب الوطني، عن سعادته الكبيرة، بمشاركته الأولى مع الخضر في عهد جمال بلماضي، في المباراة الودية أمام الكونغو الديمقراطية. وقال الجناح الطائر لنادي نيم الفرنسي عقب نهاية المباراة بين المنتخب الوطني والكونغو الديمقراطية بنتيجة التعادل الإيجابي 1-1. “قدمنا مباراة جيدة على العموم وكنا قريبين من تحقيق نتيجة إيجابية، لكننا اصطدمنا بمنافس صلب، يلعب كرة قدم جميلة وشكل لنا عدة صعوبات”. وأضاف: “في المرحلة الأولى كان ينقصنا الانسجام، في المرحلة الثانية تحسن المستوى كثيرا خاصة بعد تغييرات المدرب، لكن للأسف لم ننجح في تحقيق الفوز”. كما تحدث عن اللقاء الودي الثاني المرتقب يوم الثلاثاء القادم ضد كولومبيا وقال: “مباراة كولومبيا تعتبر معيارا حقيقيا لتقييم المستوى الذي بلغه المنتخب الوطني في الفترة الحالية، سنواصل التحضير بجدية من أجل الظهور بوجه مشرف أمام واحد من عمالقة قارة أمريكا الجنوبية”. رامي بن سبعيني: المباراة كانت صعبة ونعد أنصارنا بوجه مشرف أمام كولومبيا صرح صخرة دفاع المنتخب الوطني، رامي بن سبعيني، بأنه خاض مباراة صعبة للغاية أمام نظيره الكونغولي، ووصف هذا المنافس بالقوي نظرا إلى امتلاكه مجموعة من اللاعبين المميزين. وقال عقب نهاية مواجهة الكونغو الديمقراطية: “ظهرنا أمام منتخب الكونغو بوجهين مختلفين، ففي الشوط الأول كنا بعيدين بعض الشيء عن مستوانا رغم تسجيلنا هدف السبق، إلا أن مستوانا تحسن في الشوط الثاني ونجحنا في فرض أسلوبنا دون تسجيل أهداف أخرى”. وأضاف: “مواجهة المنتخبات القوية خلال فترة التحضيرات غالبا ما تعود بالفائدة على الأداء العام، خاصة وأنها تتيح للطاقم الفني أخد نظرة شاملة عن مستوى كل لاعب”. ووعد لاعب بوريسيا مانشغلدباخ الألماني أنصار الخضر بتقديم مستويات كبيرة أمام منتخب كولومبيا وتشريف مكانته الجديدة على عرش القارة الإفريقية، وتوقع أن هذه المواجهة مختلفة عن المباريات التي لعبها الخضر: “تنتظرنا مباراة تحضيرية أخرى أمام منتخب كولومبيا الذي يضم خيرة اللاعبين في صفوفه، نعلم أننا سنواجه خصما مختلفا عن المنتخبات التي لعبنا أمامها في السابق، لكننا سنفعل كل شيء من أجل تقديم صورة مشرفة عن بطل أفريقيا”. رياض محرز: لا يجب الإنقاص من قيمة الكونغو ومواجهة كولومبيا ستكون أقوى عبر رياض محرز عن تفاؤله بأداء الخضر في المباراة المقبلة أمام المنتخب الكولومبي يوم 15 أكتوبر، بالرغم من المستوى المتواضع الذي ظهر به المنتخب الوطني الذي تعثر داخل الديار في اللقاء الودي الأول أمام منتخب الكونغو الديمقراطية. وقال نجم مانشيتر سيتي الإنجليزي في تصريحات على هامش المنطقة المختلطة بعد نهاية اللقاء: “كنا نبحث عن الفوز في هذه المباراة لكننا اصطدمنا بمنافس عنيد وصعب فلا يجب استصغار منتخب الكونغو الديمقراطية” كما تحدث محرز عن المباراة الودية الثانية أمام منتخب كولومبيا يوم الثلاثاء القادم. وقال: “مواجهة منتخب كولومبيا ستكون اختبار حقيقي لقياس مستوانا الحقيقي أمام منتخب عالمي وسنحاول أن نقدم مباراة كبيرة وتشريف الجزائر”. وقدم رياض محرز توضيحات عن حادثة شارة القيادة وكذا عن نجوميته الكبيرة لدى الجزائريين بعد مباراة الكونغو الديمقراطية. وقال: “لست النجم الأول في المنتخب الوطني جميع اللاعبين سواسية، ومافعلناه في كأس أمم إفريقيا وتتويجنا باللقب وإدخالنا الفرحة لكل البلاد جعل الجمهور الجزائري يتعامل معنا بطريقة رائعة”. وأضاف: “بعد دخولي في الشوط الثاني أراد براهيمي منحي شارة القيادة لكنني رفضت لأنني أرى أنه يستحقها أيضا، أنا أو ياسين نفس الشيء”. مهدي طاهرات: واجهنا منتخبا قويا وأهم شيء أننا لم ننهزم أكد مدافع المنتخب الوطني، مهدي طاهرات، أنهم واجهوا منتخب قوي الكونغو الديمقراطية، وأهم شيء في هذه المباراة الودية هو عدم الهزيمة. وقال طاهرات في لقائه بوسائل الإعلام عقب نهاية مباراة الكونغو الودية بملعب مصطفى: “كانت مباراة صعبة علينا لقد واجهنا منتخبا قويا، فضلا عن كوننا افتقدنا الانسجام نظرا إلى التغييرات الكثيرة على التشكيلة الأساسية”. وأضاف: “كنا نريد الفوز وكنا قادرين على ذلك، تلقينا هدف من توزيعة والأهم أننا لم نهزم، رغم أننا لسنا راضين عن النتيجة، علينا طي صفحة الكونغو وبداية التفكير من الآن في المباراة القادمة ضد كولومبيا ومواصلة العمل”. ب.ع