بنهاية شهر جوان تكون تظاهرة عاصمة لثقافة العربي 2007 قد بلغت ستة أشهر بالتمام و الكمال ووصلت الى المنتصف مما يستدعي وقفة تقييميه بشان الحدث الثقافي الذي أثار و ما زال يثير جدلا واسعا في الساحة ماذا تحقق من البرنامج المسطر حتى الآن ؟ ماهي قيمة النقاشات الثقافية التي أثيرت في الساحة هل أضافت شيئا للساحة و السؤال الأكثر أهمية ماذا استفادت أو تستفيد الثقافة الجزائرية بعد نهاية التظاهرة ؟ الإجابة على هذه الأسئلة تستدعى العودة للبرنامج الذي سطرته وزارة الثقافة منذ انطلاق الحدث و الذي وضع قيد الانجاز مجموعة من المشاريع الثقافية وضعت في إطار برنامج رئيس الجمهورية سميت بمشاريع الرئيس الكبرى، كما تم أيضا تسطير مجموعة من التظاهرات و الأفلام السينمائية و المسرحية و الكتب التي برمجت للطباعة و لكن بمرور ستة أشهر حتى الآن لم يتم تدشين أي من مشاريع الرئيس الكبرى التي قدمت في الندوة الصحفية كمجسمات جميلة منها المكتبة العربية الامريكو لاتينية و المركز الوطني لترميم الممتلكات الثقافية و المركز الوطني للبحث في علم الآثار و غيرها من مراكز البحث و قاعات السينما التي كان من المقرر ان تدشن في بداية شهر مارس الفارط على مستوى آخر حددت وزيرة القطاع شهر ماي الماضي كحد أقصى لتقديم الدفعة الاولى من مشروع الألف كتاب، و لكن الوزارة لم تبلغ حتى الآن نصف الكمية بحيث طبع حتى الآن حوالى 300عنوان و لم توزع على المكتبات، و اذا أخذنا في الاعتبار المواعيد الانتخابية القادمة و الدخول الاجتماعي حيث ستكون المطابع مشغولة في انجاز ملصقات الحملات الانتخابية و الكتب المدرسية فيمكن أن نتخيل حجم التأخير الذي ستشهده مشاريع الطباعة. على مستوى آخر كان برنامج الكتاب الذي خصصت له مبالغ ضخمة أزيد من 33 مليار حتى آخر هذا الأسبوع رهينة خلافات شخصية بين مدير لجنة الكتاب و مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف و هي الجهة المخولة بالإشراف المالي مما تسبب في تعطيل مشاريع الطباعة حتى الآن. في الجزء المخصص للسينما تم إدراج مشاريع أفلام كانت مقررة في 2004 و حتى في 2002 عندما استحال انجاز الأعمال المقترحة في وقتها لتبقى المشاريع الأخرى رهينة الكلام الكثير الذي أثير في الكواليس أما فيما يخص الأسابيع العربية فلم تحقق حتى الآن ما كان منتظرا منها بحيث اقتصرت اغلب المشاركات العربية على الجانب البروتوكولي والمشاركة من اجل المشاركة، و الوفود العربية تم حجزها في الشيراطون الذي صار المثقفون العرب يلقبونه " بغوانتنامو الذهبي" لان عزلهم عن معرفة البلد و الاحتكاك بالمثقفين الجزائريين الغائب الأكبر عن النقاش الذي أثير حول الحدث. أما الأسابيع الولائية فلم تسلم هي أيضا من الإقصاء و الفوضى التي لم تقدم أي جديد لثقافة الولايات المهمشة أصلا منذ البدء و لعلى النقطة السوداء المسجلة في برنامج التظاهرة حتى الآن هي غياب الإستراتيجية الإعلامية للحدث الذي لم يسوق الحدث العربي كما يجب في وسائل الإعلام العربية لتظل التظاهرة بعد انقضاء نصف المدة تراوح بين التنشيط الثقافي بدل النشاط و بين حرب الكواليس بين مختلف الفاعلين الثقافيين بسبب فتنة المال العام والغلاف المخصص 550 و التي لم يظهر مفعولها و نتيجتها على ما يبدو في الساحة الثقافية التي تعاني من التصحر منذ الاستقلال. زهيه منصر:[email protected]