قال وزير الشؤون الخارجية أن الدول التي كانت متحمسة للتدخل العسكري شمال مالي بدأت تتراجع، وأكد أن الحل العسكري "لا ينبغي أن يكون سوى مجرد دعم للمؤسسة العسكرية المالية". وأوضح مدلسي لدى نزوله الإثنين ضيفا على القناة الأولى للإذاعة الوطنية أن الحل السياسي المبني على الحوار أصبح "قناعة شاملة لدى كل الأطراف"، خاصة عندما لمست هذه الأخيرة تطورات بعد إعلان حركتي "أنصار الدين" و"تحرير الأزاود" قبولهما الحوار مع الحكومة المالية وإعلان "أنصار الدين"" رفضها للإرهاب وعدم مساندتها للتطرف، مشيرا إلى أن باماكو تعكف حاليا على تحضير جلسات وطنية للحوار قبل نهاية الشهر الحالي، مؤكدا الطابع الاستعجالي لهذه المفاوضات حتى يتم تهميش "بصفة شبه آلية" الحل العسكري. واستطرد المتحدث أن الحل العسكري "موجود في الأجندات"، قبل أن يتضح اليوم بأن "الأولوية أعطيت للحل السياسي" وأن الحل العسكري "لا ينبغي أن يكون سوى مجرد دعم للمؤسسة العسكرية المالية ودعم لجهود محاربة الارهاب والجريمة المنظمة في هذه المنطقة"، قبل أن يضيف "ونحن على قناعة تامة بأن الماليين هم بالدرجة الأولى أصحاب القرار ولا يمكن لأي كان أن يحل محلهم". وشدد مدلسي على ضرورة أن يكون "الاجتهاد داخل مالي وعلى مستوى دول الجوار وبقية الشركاء لتجسيد الحل السياسي الذي يعلق عليه الماليون آمالا كبيرة لإنهاء الأزمة في بلدهم"، مضيفا أن الجهود في الوقت الراهن ينبغي أن تصب في اتجاه تمكين دولة مالي من استرجاع سيادتها على كامل ترابها، معتبرا أنه "لا يمكن تصور أي حل دون وجود مؤسسات شرعية وذات مصداقية في هذا البلد". وجدد مدلسي موقف الجزائر من الأزمة، وقال "إن الجزائر لا تريد حربا في الجوار المباشر، لأنها على قناعة أن الحرب التي تبدأ بنية سواء كانت حسنة أو غامضة لا يمكن أن نعرف متى تنتهي، كما أن نتائج الحرب لا يمكن أن تكون سوى كارثية". وشدد المتحدث على ضرورة منح كل فرص النجاح للحل السياسي باعتباره "الحل الوحيد الذي يضمن وحدة مالي ومؤسساتها الدستورية"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "الأممالمتحدة التي ستكون لها فرصة البت في هذه القضية قبل نهاية هذا الشهر ستتخذ قرارا إضافيا ثابتا بالنسبة لمالي"، وأشار الى تقرير (المبعوث الأممي لمنطقة الساحل) رومانو برودي "سيعطي قوة إضافية لدعم الحل السياسي، وهو الحل الذي اعتبره مدلسي ليس سهلا ويتطلب تجنيد كل الأطراف والوسائل لإنجاح الحوار". وبخصوص قضية الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في شمال مالي، قال مدلسي أنه "لا يوجد أي جديد وكل ما نتمناه أن يعطي الحل السياسي ثماره".