تباينت مواقف الطبقة السياسية في الجزائر بين متوجس من الحكومة الجديدة، وبين طامع في نيل منصب فيها، وآخر لا يجد حرجا في عرض خدماته على رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي لا تبدو مهمته سهلة في تشكيلها خاصة بعد اعترافه أن “أصعب مهمة” تواجهه حاليا، هي تعيين حكومة جديدة تلقى قبولا في الشارع، وتجسد وعوده بإحداث قطيعة مع المرحلة السابقة . تترقب الطبقة السياسية في البلاد، انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، التي يبدو أنها انطلقت دون أن تلتحق أحزاب الموالاة بركبها، وهو حال حزب جبهة التحرير الوطني- حزب الأغلبية- الذي تحفظ على تأكيد أو نفي أن يكون رئيس الجمهورية قد اتصل بهم في إطار مشاورات تشكيل الحكومة، مكتفيا على لسان أمينه العام بالنيابية علي صديقي، بتأكيد على أن الآفلان مع خيارات الرئيس الجديد الذي انتخب في ظروف استثنائية تمر بها البلاد حسبه، وعليه فإن حزبهم مع عبد المجيد تبون فيما يراه مناسبا، وحسب صديقي الذي صرح ل”الشروق” فإن الآفلان مستعد للتعاطي مع رئيس الجمهورية في كل القرارات التي يريدها وسيوفر له حزب الأغلبية الظروف المناسبة لتحقيق ذلك”. ورغم أن الدستور ينص على أن رئيس الجمهورية، يستشير الأغلبية البرلمانية، في تعيين الوزير الأول، غير أن التجمع الوطني الديمقراطي، يرى على لسان القيادي في الحزب محمد قيجي “أن الرئيس عبد المجيد تبون منتخب من قبل الشعب، وهو على دراية بما ينفع البلاد، سيما في الوقت الراهن”، فإن أراد تعيين حكومة تكنوقراط فالأمر يعود إليه- حسب المتحدث-، قائلا: “كل ما يخدم الجزائر نحن لا يمكن لنا معارضته فالرئيس سبق أن أعلن عن نيته في فتح باب المشاورات مع الحراك الشعبي والأحزاب السياسية وهي رؤية نعتبرها موفقة”. بالمقابل، ترى حركة مجتمع السلم على لسان القيادي ناصر حمدادوش، أن موقفها من تشكيل الحكومة هو واضح فحمس – حسبه- قد وضعت محدّدات وفق لوائحها في الموقف من المشاركة في الحكومة من عدمها، وهي نتائج الانتخابات والظروف السياسية العامة للبلاد حسبه، أي أن المعيار الأساسي لمشاركتها هي الإرادة الشعبية التي تحملها”، يضيف حمدادوش “المسؤولية السياسية في الحكم، وليس التعيين الفوقي والهبة السلطوية العليا” . وأضاف حمدادوش في تصريح ل”الشروق”.. بما أننا لم نشارك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة فنحن غير معنيين – من حيث المبدأ – بالمشاركة في هذه الحكومة.. والأولى بهذا الخيار أن يكون بعد انتخابات تشريعية، ووفق نظام سياسي متوازن بعد تعديل الدستور”. من جانبه، نفى القيادي في حزب طلائع الحريات حشلاف مولود، أن يكون حزبه قد تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية بخصوص مشاورات تشكيل الحكومة، وقال “نية الرئيس في إجراء مشاورات بهدف تشكيل الحكومة هي خطوة إيجابية سيما ونحن بحاجة لمشاورات موسعة لتحقيق التوافق الوطني، لأن حكم الفرد والجهة الواحدة لم تعد تنفع.. أما بالنسبة لموقف حزبنا من المشاركة فقيادة الحزب هي من ستفصل”. ومعلوم أن الرئيس عبد المجيد تبون كان قد أعلن في أول خرجة إعلامية له بعد إعلان نتائج الانتخابات، أن “أصعب مهمة” تواجهه حاليا هي تعيين حكومة جديدة تلقى قبولا في الشارع، وتجسد وعوده بإحداث قطيعة مع المرحلة السابقة وتحقيق التغيير المطلوب.