أوقفت مصالح الأمن الشخص الذي أطلق تهديدات بالتصفية الجسدية بإسم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" منتصف شهر جوان ضد أنيس رحماني مدير التحرير ل "الشروق اليومي" والصحافية المتخصصة في الشأن الأمني نائلة بن رحال. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية فإن الشاب الذي تم توقيفه من طرف مصالح الأمن والذي يخضع للتحقيق حاليا فقد نفى في تصريحاته الأولية أن يكون عضوا في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". لكنه اعترف بالمقابل من أنصار الجهاد وقريب من أفكار تنظيم درودكال عندما يعترف أنه كان ينوي توجيه تهديدات لصحفيين آخرين في أقسام تحرير أخرى "لا تساند الجماعات الإجرامية النشطة في الجزائر"، حسب المصدر ذاته. وكشفت وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، في برقية بثت في حدود الساعة الثانية ونصف بعد الزوال، استنادا إلى مصدر أمني، أن مصالح الأمن "أوقفت الشخص الذي وجه تهديدات لقسم تحرير جريدة " الشروق اليومي". وأشارت نقلا عن مصدر أمني أن المعني شاب يبلغ من العمر 24 سنة "متطرف تأثر بمواقع الانترنيت ذات الطابع التحريضي التي يطلع عليها بانتظام"، ونفى خلال التحقيق معه علاقته بالجماعات الإرهابية وبرر تهديداته بالتصفية "بمعارضته للخط الافتتاحي للجريدة"، لكنه على صعيد آخر ، يعترف أنه كان ينوي توجيه تهديدات مماثلة لأقسام تحرير أخرى لاتساند حسبه الجماعات الإجرامية في الجزائر وفي ذلك تلميح إلى أن المعني متعاطف مع التنظيم أو على الأقل يتبنى بعض أفكاره وإن لم يكن عضوا فيه، خاصة و أنه برر إستهدافه ل"الشروق اليومي "على وجه الخصوص ب" معارضته خطها الافتتاحي" للجريدة حيث تناولت الصحيفة بالتفصيل قضايا أمنية منذ التفجيرات الإنتحارية بالعاصمة. كما كان لها السبق في نشر مواقف بعض رفقاء درودكال الأمير الوطني لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" من معارضيه الذين لايزالون نشطين أبرزهم "سليم الأفغاني" أمير "جماعة حماة الدعوة السلفية"، و حسان حطاب الذي لايزال يوقع بياناته ب"الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة و القتال "، وشهادات تائبين حديثا، وهو ما ذهب إليه هذا الشخص في "بيان" التهديد عندما دعا مدير التحرير "للتوبة" من"المقالات التي لن تصنع الشقاق بين الإخوة" ولن تؤثر على مسعاهم خاصة و أن " الشروق اليومي" كانت قد نقلت موجة الإستياء والانشقاق في صفوف التنظيم بعد تفجيرات 11 أفريل، ما تجسد لاحقا من خلال تسليم بعض القياديين من قدماء النشاط المسلح أنفسهم لمصالح الأمن لمعارضتهم منهج درودكال. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المصدر الأمني أنه بعد وصول رسالة إلكترونية إلى اليومية اتصل هذا المتطرف هاتفيا بأحد الصحفيين ليؤكد له "نية الجماعة السلفية للدعوة والقتال في اغتيال اطارات الجريدة". وكان الموقوف قد وجه رسالة إلكترونية إلى مدير تحرير الجريدة تحت عنوان "إصرار حتى الشهادة و الانتصار" موقع من طرف المكنى "أبوذر" أهم العبارات الواردة فيه "أدعو الله أن يمكن المجاهدين منك حيا" و"الوطنية ليست مساندة النظام ". و يبدو من خلال رسالة التهديد أن المعني متتبعا لمقالات "الشروق اليومي" وإطلاعه على كل المواضيع المنشورة من خلال بعض الملاحظات التي رافقت التهديد ، وكان البيان قد صدر بتاريخ 10 جوان، ليتصل المعني هاتفيا لاحقا بمدير التحرير أنيس رحماني و يهدده بالتصفية "بحد السيف" ليتم إبلاغ مصالح الأمن التي توصلت لتحديد هوية صاحب التهديد وتوقيفه بعد عشرة أيام من إخطارها رسميا. نائلة.ب:[email protected]