غموض كبير يحوم حول حالة ومصير اللاعب الجزائري إسحاق بلفوضيل، مع ناديه هوفنهايم الألماني، فبعد موسم أحلام أداه النجم الجزائري وصار أحد نجوم البوندسليغا، تلقى نهاية الموسم الماضي، إصابة حرمته من المشاركة في كأس أمم إفريقيا أمام تأسف جمال بلماضي، وفقد الجزء الأول من الدوري الألماني، وقد يفقد الجزء الثاني من الموسم في أسوإ ما عاشه المهاجم الجزائري، الذي تبخر حلمه في العودة القوية إلى الدوري الألماني والمنتخب الجزائري، كما تدهورت أحوال ناديه الذي يحتل حاليا المركز السابع في ترتيب الدوري الألماني ولم يعد يقدم لعبا هجوميا استعراضيا اشتهر به، وهو الذي لعب الموسم الماضي منافسة رابطة أبطال أوربا. المفاجأة غير السارة التي طعنت إسحاق بلفوضيل، هو تخلي الفريق عنه في محنته وقد أعرب عن حسرته في لقاء صحفي سابق، وصار يتنقل أحيانا إلى فرنسا لمواصلة العلاج بمفرده ومن ماله الخاص، كما أن فريق هوفنهايم وضع في مكان إسحاق بلفوضيل لاعبا من الكيان الصهيوني يدعى ماونس دابور ومنحه الرقم 10 الذي كان من المفروض أن يحمله بلفوضيل هذا الموسم، بالرغم من أن هذا اللاعب الإسرائيلي تركته إشبيليا بسبب مستواه المتواضع، ولم تمنحه أي دقيقة لعب، فجاء إلى هوفنهايم في الميركاتو الشتوي، وصار أساسيا وحاملا للرقم 10، ولم يسجل أي هدف لحد الآن، وكانت كل تجاربه السابقة في دوريات ليست كبيرة مثل النمسا وسويسرا، وهذا منذ أن غادر الأرض المحتلة حيث كان لاعبا في فريق ماكابي تل أبيب الذي يشارك عادة في أوربا ليغ، ويلعب في منصب قلب هجوم ثاني، ومستواه الفني لا يقارن إطلاقا بخريج نادي ليون، الذي قتلت الإصابة طموحه، بعد أن تكهن الكثير بأن يكون في هذا الموسم أحد نجوم الدوري الألماني، وانتظر أنصار هوفنهايم قيادته لمغامرة جديدة لناديهم ولكنهم صُدموا بابتعاد نجمهم عن الملاعب. لم يلعب إسحاق بلفوضيل هذا العام أكثر من 269 دقيقة، وهو الذي أدهش الألمان الموسم الماضي حيث سجل 16 هدفا واحتل مرتبة ضمن السبعة الأوائل في ترتيب هدافي الدوري الألماني، ويفتقد بلفوضيل للتوفيق في مشواره الاحترافي، فقد لعب في تسع دوريات، وكان يمنّي النفس بأن تكون المحطة الألمانية هي الأهم وهي الأخيرة، وبعد نهاية موسم خرافي في ربيع سنة 2019، تراجع جمال بلماضي عن رؤيته السلبية لبلفوضيل فأشاد به وبما قدمه في ألمانيا، إذ يعتبر اللاعب الجزائري الوحيد الذي سجل ثلاثية في الدوري الألماني، وكانت قوته في التسجيل بالقدمين وبالرأس، وبطرق فنية، ولكن في اللحظة الأخيرة لم يتمكن إسحاق بلفضيل من السفر إلى مصر بسبب معاناته من إصابة، تماما كما أضاع مونديال 2014 في البرازيل حيث فرّط فيه المدرب خاليلوزيتش، فغادر اللاعب إلى عطلة صيفية في آسيا، وتمنى التوفيق لرفقاء سفيان فيغولي. انضم إسحاق بلوفضيل إلى الإنتر وهو في الحادية والعشرين من العمر، وكانت بهجة الجزائريين كبيرة لأن الإنتير في ذلك الوقت كان يعيش نشوة غير بعيدة بتتويجه ببطولة رابطة أبطال أوربا، ولكنه لم ينعم بفرص كثيرة للعب، فصار رحالة وحكم عليه البعض بالانتهاء عندما عرّج إلى الدوري الإماراتي من أجل المال، قبل أن يعود إلى بلجيكا ومنها إلى ألمانيا ويفجر طاقاته الخارقة في الموسم الكروي الماضي، خاصة عندما قلب على بوريسيا دورتموند الطاولة في ملعبها عندما تم إدخاله بديلا وكان فريقه منهزما بثلاثية كاملة نظيفة، وتمكن بلفوضيل من عمل كل شيء في اللعب الهجوم الفعّال، حيث سجل هدفين وقدّم كرة هدف ثالث وانتهت المباراة بالتعادل الذي زعزع بوريسيا دورتموند عن مركزها الأول وأضاعت بعد ذلك اللقب لصالح بايرن ميونيخ. لقد عاد مؤخرا نبيل بن طالب ورفع التحدي مع نيوكاستل، وسيعود في الأسبوع القادم محمد فارس لناديه سبال، على أمل أن يعود إسحاق بلفضيل قبل نهاية الموسم، حتى يتمكن من العودة للأضواء بعد موسم ظهر فيه الكثير من النجوم الذين لا يمتلكون نصف إمكانيات إسحاق بلفوضييل، الذي كان مشروع لاعب كبير، ولكن الإصابة ومزاجه وتنقلاته من فريق إلى آخر ومن بلاد إلى أخرى، هي التي حرمت بلفوضيل من واقع أفضل، وحرمت أيضا الخضر من مهاجم كبير. ب. ع