كانت الجامعة المركزية يوسف بن خدة بالعاصمة عشية الخميس المنصرم مسرحا لحادث مروع بعد أن سقطت طالبة في السنة الثانية بمعهد الترجمة من قاعة الدراسة بالطابق الخامس للمعهد ولفظت على اثر ذلك أنفاسها الأخيرة بعد حوالي ربع ساعة. حالة استنفار قصوى شهدتها أمس جامعة بن يوسف بن خدة ومعهد الترجمة على وجه الخصوص، فالمداخل كلها مراقبة بشدة ولا يُسمح لأحد بالدخول إلا بعد التأكد من هويته ومن سبب مجيئه إلى الجامعة، كما لاحظنا انتشار كبيرا وغير معهود لأعوان الأمن الذين عادة ما يعملون بنظام التناوب، لكنهم كانوا كلهم حاضرين بعد سماعهم بالحادثة. وقد كان من الصعب الوصول إلى شهود عيان حضروا الواقعة باعتبار أن هذه الأخيرة وقعت مساء الخميس في حدود الثالثة زوالا أين تقل الحركة داخل الحرم الجامعي ولا وجود للطلبة هنالك باستثناء بعض طلبة التكوين المتواصل في الجزء العلوي من الجامعة، بالإضافة إلى عدد قليل بل ومحدود لأعوان الأمن الذين عادة ما يكونون في البوابة الرئيسية. وقد أجمعت الروايات التي استطعنا جمعها أمس من بعض أعوان الأمن، الذين لم يكن لهم حديث إلا عن هذه القضية، بأن الأمر يتعلق بالطالبة (د.غ)، سنة ثانية ترجمة وتقطن بضواحي العاصمة، وبأنها كانت تلك العشية بصحبة موظف في مصلحة ما بعد التدرج بالمعهد ذاته (م.ع)، ليتفاجؤوا بالفتاة وقد سقطت من الطابق الخامس للمعهد وبقيت تتخبط من جراء ذلك السقوط طيلة ربع ساعة قبل أن تلفظ أنفاسها ويعتقل الموظف على ذمة التحقيق. وفيما تبقى الأسباب الحقيقة وراء الحادث مجهولة إلى حدّ الساعة ومتعلقة بما سيفضي إليه التحقيق وتقرير الطبيب الشرعي، فقد رجح كل من استجوبناه أن الأمر يتعلق بحالة انتحار وليس بعملية قتل، على أساس أن بعض الحاضرين من أعوان الأمن شاهدوا الموظف وهو يستنجد بهم لمنعها من إلقاء نفسها. وقد تمكنا من الحصول على تصريحات أحد الذين كانوا في الجامعة تلك الأمسية وهو عون أمن بمعهد الترجمة الذي أكد في روايته "كانت عقارب الساعة تشير إلى حوالي الثالثة وعشر دقائق زوالا عندما نزلت من بناية التكوين المتواصل باتجاه الباب الرئيسي المحاذي لمعهد الترجمة، ففوجئت بعناصر الأمن تطوق المكان وتمنعني من الاقتراب ولم أر سوى جثة ملقاة على الأرض ومغطاة برداء أبيض لا يبرز منه سوى رجليها لأعلم بعد ذلك أن الأمر يتعلق بانتحار". وخلال زيارتنا للموقع ارتأينا تفحص المكان الذي يُعتقد بأنها رمت بنفسها منه، فكان في الطابق الخامس، وهو عبارة عن قاعة للدراسة يغطي أحد جدرانها مجموعة من النوافذ الزجاجية من الحجم الكبير تطل مباشرة على ساحة الجامعة ولا وجود لسياج أو رادع حديدي، أي من السهل السقوط منها إلى الأسفل. من جهته، تجنب الطاهر حجار، عميد جامعة الجزائر في اتصال مع الشروق، الخوض في تفاصيل الحادثة، مشيرا في تصريح "للشروق اليومي" إلى أن التحقيق جار وله الكلمة الأخيرة واكتفى بالتأكيد بأن هذا الحادث لا علاقة له بالدراسة أو بالعلامات أو بمعدل الانتقال ورجح أن الطالبة تعيش ظروفا اجتماعية صعبة. واكدت مصادر أمنية انه قد تم الاستماع لاقوال الموظف وتجنبت الخوض في الموضوع وترجيح اية فرضية سواء محاولة الانتحار او القتل او السقوط العرضي، قبل تقديم الموظف اليوم امام وكيل الجمهورية عبان رمضان، والاطلاع على تقرير الطبيب الشرعي. إيمان.ب