تعيش العاصمة، على غرار باقي مدن الوطن، حالة غير عادية يغذيها الخوف و"السوسبانس" من انتشار فيروس كورونا، فالكل حذر من العدوى والقلة منهم من يسير دون كمامة أو قفازات. أما الطرقات فتبدو منذ أيام غير عادية، فلا ازدحام مروريا ومرونة لم تشهدها العاصمة منذ زمن حظر التجوال، أما الأسواق فهي الأخرى شبه خاوية سواء من الزبائن أم أصحاب المحلات الذين لجؤوا إلى الغلق خوفا من التجمعات، في وقت ظلت محلات بيع الألبسة والأحذية مفتوحة رغم الهجر والركود اللذين تعيشهما بسبب الأزمة.. جولة "الشروق" عبر مناطق مختلفة من العاصمة، أظهرت الفرق الشاسع بين الأمس واليوم في اختلاف الظواهر اليومية المعيشية بالطرقات والأسواق، وحتى داخل الحافلات ومواقفها.. ذهنيات تغيرت وأخرى طفت على السطح لا لشيء إلا خوفا من فيروس كورونا الذي أرعب العالم والصغير قبل الكبير. مرونة مرورية وطرقات شبه خاوية الزائر إلى العاصمة هذه الأيام يستطيع التجوال بكل سهولة بمختلف أرجاء طرقاتها، التي تعيش اليوم وعلى غير العادة مرونة مرورية "استثنائية"، فرغم العطلة الربيعية التي تم تقديمها بسبب الفيروس، إلا أن الكل يكون قد استجاب لدعوات عدم الخروج وملازمة المنازل للحفاظ على الصحة العمومية أو حتى حفاظا على أفراد العائلة داخل البيت الواحد تفاديا لأي عدوى محتملة، ولأن العاصمة كان قد سجل بها العديد من الإصابات شأن البليدة، فإن حركة المرور بها تكاد تنعدم، لاسيما المدخل الجنوبي المؤدي إلى الطريق السريع للبليدة وبوفاريك، وهو المشهد الذي نادرا ما تعيشه الطريق بالنظر إلى الحركية والنشاط اليومي لها، حتى إن المدخل الغربي للعاصمة هو الآخر يشهد مرونة مرورية منذ أيام بعدما كان الاختناق المروري يصل ذروته ويمتد من الطريق السريع لبوشاوي إلى غاية سعيد حمدين، والأمر كذلك ينطبق على طريق الشراقة باتجاه دالي إبراهيم فهو الآخر يعرف مرونة غير مسبوقة وسيرا مريحا، مثله مثل الطريق الوطني رقم 11 وجهة بولوغين والرايس حميدو والحمامات وهي الطريق التي لا تعرف عادة أي مرونة لضيقها، كما شهد الطريق السريع الشرقي هو الآخر انخفاضا محسوسا في عدد المركبات التي تعبره على غير العادة. أما الراجلون فقد تقلص عددهم بشكل ملحوظ بالطرقات والأزقة، وأما القلة منهم بالشارع فخروجهم يكون من أجل التبضع وقضاء الحاجة لا غير. أسواق تحتضر وتجار يلجؤون إلى الغلق لم تعد الأسواق اليومية المعنية بتجارة الأواني المنزلية والملابس وكل المستلزمات اليومية ما عدا جهة الخضر والفواكه تستهوي المواطنين، فالمتجول داخلها خاصة "الباتيميتال" لسوق بن عمر وكذا علي ملاح بأول ماي، يشهدان ومنذ يومين حظر تجوال فلا بيع ولا شراء والكل ينظر إلى الآخر في ظل غياب الزبائن، فيما لجأ العديد من التجار إلى غلق محلاتهم خوفا من العدوى، وقال بعضهم إنه وفي حالة استمرار الأوضاع على حالها فستغلق الأسواق كلها كما سيحصي هؤلاء خسائر كبيرة في حالة تفشي الفيروس أكثر .. ويعيش أصحاب محلات بيع الألبسة والأحذية على مستوى العديد من بلديات العاصمة ركودا كبيرا منذ أيام، فلا بيع ولا شراء وهم يحصون يوميا ومنذ الإعلان عن تفشي فيروس كورونا، خسائر يومية لم تعد تحتمل بسبب العزوف، حيث أصبح شراء المستلزمات المنزلية وحتى الألبسة والأحذية من الأمور غير المعنية بالتسوق بعدما أجلها الكل إلى ما بعد عهد الكورونا، حيث لا يزال تفكير الكل منصبا حول قضاء الحوائج الطارئة والأساسية منها المعنية بالأكل والمواد الغذائية التي عرفت تسويقا لا مثيل له. أما المطاعم، فهي الأخرى شهدت ومنذ الأيام الأخيرة الماضية عزوفا لا مثيل له حتى بوسط أزقة وكبرى الشوارع بوسط العاصمة، شأن ساحة الأمير عبد القادر وأودان وغيرها، فتكاد هذه الأخيرة تخلو من المارة بعدما كانت ملتقى للاكتظاظ والتبضع حتى بات أصحاب المحلات بها يبتهجون في حالة دخول زبون إلى محلهم نظير الهجران المعلن عنهم.. قفازات وكمامات مرمية بمحطة المسافرين! محطة بن عكنون على سبيل المثال لا الحصر، لاحظ كل من مر بها أمس، تواجد بعض القفازات والكمامات التي بدت مستعملة ومرمية بطريق المارة في مشهد غير حضاري ودون أدنى مبالاة من أصحابها الذين يبدو أنهم تخلصوا منها بعد استغلالها دون رميها بأماكن مخصصة لذلك أو بمكان رمي القمامة المخصصة للمحطة، جهلا منهم بالأخطار الصحية التي يمكن أن تخلفها هذه الأخيرة في الانتشار بأضعاف المرات أكثر من العدوى بشكل مباشر عبر الهواء، وهي الظاهرة التي تكررت ببعض الطرقات والأماكن بسبب غياب التحسيس من طرف الجهات المختصة لفائدة الجمهور العريض. ارتفاع جنوني لأسعار الخضر والفواكه قفزت أسعار الخضر والفواكه خلال اليومين الأخيرين إلى أعلى مستوى لها، وأضحت الأسواق تشبه التحضيرات لأجواء اقتراب الشهر الفضيل أو أكثر، نظرا للتدفق الكبير عليها، فقد ارتفع سعر البطاطا إلى 80 دينارا، بعدما بيعت خلال اليومين الماضيين ب35 دينارا، ووصل سعر الخس إلى 120 دينار، أما البصل فوصل ما بين 60 و70 دينارا مثله مثل الجزر واللفت اللذين وصلا إلى 80 و90 دينارا، أما القرعة فبيع الكيلوغرام من 120 إلى 140 دينار والبسباس ب100 و120 دينار، بينما الخيار وصل ما بين 100 و140 دينار، كما ارتفع سعر الفلفل الحلو إلى 180 و200 دينار، أما الفاصولياء الخضراء فقد وصلت السقف ما بين 500 و550 دينار، كما وصل سعر الثوم إلى 1000 دينار و200 دينار للكيلوغرام لليمون. الفواكه هي الأخرى عرفت ارتفاعا محسوسا، حيث تم بيع التفاح المحلي ما بين 400 و450 دينار، أما البرتقال فقد وصل سعره إلى 200 و220 دينار بعدما كان في الأيام الماضية بأقل من 150 دينار، أما الموز فهو الآخر ارتفع من 180 دينار إلى 230 دينار.