استعاد الجمهور الجزائري نشوة الحنين إلى أول تتويج جزائري بكأس إفريقيا لأندية البطولة عام 1976، موازاة مع بث التلفزيون الجزائري لنهائي الإياب بين مولودية الجزائر وحافيا كوناكري، حيث رد زملاء باشي على ثلاثية الذهاب التي تلقوها في كوناكري، وكانت ركلات الترجيح هي الحاسمة في الأخير. وقد ساهم في هذا التتويج لاعبون بوزن بطروني وباشي ودراوي وزنير، والمدرب زوبا، وإدارة قوية بقيادة ظريف. مكن إعادة بث نهائي 76، من الوقوف على إمكانات مولودية الجزائر التي حدثت أمام حافيا كوناري عام 1976، ومنحت للجزائر أول لقب إفريقي للأندية البطلة، وهو التتويج الذي صنع الحدث في تلك الفترة، لفريق كان مشكلا من عناصر بارزة، عرف كيف يتدارك خسارة الذهاب التي كانت بثلاثية كاملة، فعرف زملاء بطروني كيف يردون عليها بثلاثية مماثلة، قبل أن تبتسم لهم ركلات الترجيح، حيث أضفى حضور رئيس الجمهورية الراحل هواري بومدين نكهة خاصة على هذا الموعد، وتابع مجريات التسعين دقيقة على الأعصاب، إلا انه تنفس الصعداء بعدما عادت الكأس لأبناء المدرب زوبا، ما يجعله يبرمج حفل استقبال على شرف لاعبي "العميد"، وكان له حديث مع ابرز النجم على غرار بتروني وباشي وغيرهما في أجواء من المرح والعفوية. بومدين لبتروني: لماذا تنتظر الدقائق الأخيرة لتسجل ويبقى المهاجم بطروني من اللاعبين الذين كسبوا محبة الرئيس الراحل هواري بومدين، خاصة وأنه سجل أهدافا حاسمة في اللحظات الأخيرة، سواء في نهائي العاب البحر المتوسط أمام فرنسا، أو في نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة أمام حافيا كوناكري، حيث يقول بطروني في تصريحات سابقة للشروق "أثناء الحفل الذي نظمته رئاسة الجمهورية بحث عني الزعيم بومدين، وحين التقيت به قال لي: تعال، أنت هو سبع ديالي.. وعانقني بحماس، وجمعني لقاء مع بومدين، حيث طرح علي عدة أسئلة منها، لماذا تنتظر الدقائق الأخيرة لتسجيل، هل تريد أن توقف قلوب الشعب الجزائري، وكان ردي أن كرة القدم تحمل الكثير من المفاجآت والأمور غير المنتظرة، ولا يمكن تحديد وقت معين لتسجيل الهدف أو لحسم الفوز، هناك الكثير من المفاجآت يا سيادة الرئيس، كما استفسر عن سر الحضور الجماهيري الغفير حين تلعب مولودية الجزائر، في الوقت الذي يكون عدد الجمهور اقل أحيانا حين يتعلق الأمر بمباريات المنتخب الوطني، وطلب تفسيرات عديدة مني حول مسائل تتعلق بالكرة". أما باشي فقال عن بومدين "كانت جلسة جميلة مع الرئيس الراحل بومدين، حيث قال لي "ما بك، هل أكلت النخالة حين ضيعت فرصة تسجيل الهدف عن طريق ركلة جزاء، لكن استدرك كلامه بالقول، لقد سجلت هدفا جميلا يشفع لك من العقوبة وسط أجواء من الحيوية والابتسامات المتبادلة. مشاكل حدثت بين ظريف وزوبا لكن لم تؤثر على التشكيلة وحسب تصريحات بعض اللاعبين الذين نشطوا النهائي، فقد حدثت مشاكل بين رئيس الفريق عبد القادر ظريف والمدرب زوبا، حتى أن هذا الأخير كان مهددا بالإقالة، قبل أن تعود الأمور إلى نصابها، وقد صرح باشي في وقت سابق لقناة الشروق نيوز قائلا "لم العب مواجهة نصف النهائي، لكن اذكر أن هناك عدة مشاكل حدثت حينها، حيث دخلت في نقاش مع رئيس الفريق عبد القادر ظريف، وكذا قضية المنح والعلاوات، وهناك أيضا برودة أيضا في العلاقة بين طريف وزوبا، لكن نحن اللاعبين وجدنا أفضل حل هو الحفاظ على تماسكنا وتركيزنا مع المدرب زوبا الذي كان يرغب في تحقيق الفوز وعدم تفويت فرصة الوصول بعيدا في هذه المنافسة، والحمد لله أننا تجاوزنا بصعوبة عقبة نادي رانجرس النيجيري". أما اللاعب باشطا فقال "أثناء مقابلة الأهلي لم نكن ننتظر توجيهات المدرب زوبا أو أي طرف آخر، كنا على قناعة أن اللقاء يجب أن يحسم فوق الميدان وهو مهمة اللاعبين بالدرجة الأولى، والحمد لله أننا أدينا ما علينا، وهو نفس العمل الذي قمنا به في اللقاء النهائي أمام حافيا كوناكري، فرغم معاناتنا في مواجهة الذهاب، إلا أن لقاء العودة كان فرصة للبرهنة على قدرتنا في قلب الموازين، والحمد لله أن إرادة الجميع منحت الكأس لمولودية الجزائر"، مضيفا بالقول "الشيء المميز في عبد القادر ظريف هو انه يحول الخسارة إلى فوز بفضل حسن تواصله وطريقة تعامله مع الجميع، يتمتع بطول البال وله حنكة في رفع المعنويات، وهي من العوامل التي ساعدتنا في تجاوز عدة عقبات، ظريف من الرؤساء الأكفاء الذي يحسن التعامل مع الفترات الصعبة والحرجة". أما صاحب الأهداف الحاسمة بطروني فقال "لم نكن في المستوى ضد نادي رانجرس النيجري، سواء اللاعبين أو المدرب زوبا، الحارس كاوة الذي لم يكن في يومه، تلقينا هدفين وتفادينا 4 أهداف محققة، لم اعرف ما حدث مع آيت موهوب بعد حدوث كلام زائد مع المدرب زوبا، بصراحة تأشيرة نصف النهائي كانت في خطر، حصلت مناوشات في غرف الملابس، وعقد ظريف اجتماعا وقال بعد ذلك، إذا بقيت الأمور هكذا سأجلب مدرب آخر ألماني لإتمام منافسة كاس إفريقيا، لكن الدكتور مرابط رحمه الله تكلم مع ظريف ومع زوبا وأعاد الأمور إلى نصابها، حيث زال كل شيء بعد أن اعتذر المدرب زوبا من عبد القادر ظريف". الحكم أدار النهائي وهو في حالة سكر وكشفت شهادات بعض نجوم المولودية في تلك الفترة العديد من الحقائق التي سادت مسيرتهم مع منافسة كأس إفريقيا للأندية البطلة، وخلال النهائي بالخصوص، وفي مقدمة ذلك ظلم التحكيم. من ذلك باشي الذي قال "لقاء الذهاب أمام حافيا كوناكري جرى في ظروف صعبة، عانينا من حقرة الحكم، أعلن على هدف غير شرعي للفريق المحلي، رغم انه ضربها بيده على طريقة لعبة كرة الطائرة واصطدمت بالعارضة قبل أن يسجلها زميله بالرأس، كما حرمنا من هدف شرعي بعد مضي أقل من ربع ساعة وفضل الإعلان عن خط المرمى، علما أن الحكم من جنسية رواندية". أما بطروني فأكد بأن الحكم أدار النهائي في حالة سكر، حيث قال في هذا الجانب "لقاء الذهاب من نهائي كأس إفريقيا جرى في أجواء كارثية، أعلن عن هدف سجل باليد وحرمنا من هدف شرعي، الحكم أدار اللقاء في حالة سكر، صراحة وجدنا صعوبات وصادفتنا متاعب كثيرة، والحمد لله أننا عرفنا كيف نعود بقوة في مواجهة العودة التي جرت في ملعب 5 جويلية".