يشتكي عديد المرضى الذين يعانون من تسوس الأسنان والتهابات اللثة، من عدم قدرتهم على التواصل مع أطباء الأسنان الذين اعتادوا على إجراء فحوصاتهم الطبية عندهم، خاصة أولئك الذين لديهم مواعيد خاصة خلال هذه الأيام وتم إلغاؤها إلى آجال غير محددة وغير معروفة. وعبّر المصابون بأمراض على مستوى الأسنان واللثة في حديثهم مع "الشروق" عن مدى استيائهم من غلق مختلف العيادات الخاصة بجراحة الأسنان بسبب فيروس كورونا، كما صرّحوا في سياق ذي صلة أنّ العديد منهم لا تتحمل حالتهم الانتظار إلى وقت غير معروف وتأجيل مواعيدهم، إلى أجل غير مسمى وطالبوا من وزارة الصحة بالتدخل العاجل من أجل إلزام أطباء الأسنان على فتح عياداتهم ومزاولة مهنتهم بصفة عادية، حتى وإن استدعى الأمر العمل مع الحالات المستعجلة فقط والتي لا تتحمل التأجيل أو على الأقل تأمين الكشف عن الحالات التي تتطلب علاجا فوريا مع توفير الخدمة المختصة للحالات المستعجلة التي تحتاج إلى علاج عاجل مثل تقويم الأسنان، علاج التهابات اللثة، طب أسنان الأطفال وحشو الأعصاب، الخلع وغيرها من الحالات المستعجلة، كما أكدوا لنا أن هناك من حجز مواعيد منذ أشهر، ليتفاجأ بتأخيرها بعد غلق معظم العيادات بسبب وباء كورونا. وللاستفسار أكثر اتصلنا بطبيب الأسنان محمد براهمي بولاية سكيكدة، إذ صرّح للشروق، أن عيادته تتواجد في الطابق الأرضي للمنزل الذي يقطن فيه وخوفا من انتقال عدوى فيروس كورونا إلى منزله وأولاده، قام بغلق العيادة وتعليق المواعيد إلى وقت غير محدد، وأكد أن أطباء الأسنان أكثر عرضة لانتقال الفيروس لهم بسبب أدوات الأسنان والجروح وهي أسهل الطرق لنقل العدوى في العيادات، كما طالب من وزارة الصحة بتشديد الرقابة الصحية على عيادات الأسنان وإلزامها بالغلق الفوري وتحويل الحالات المستعجلة إلى المستشفيات العمومية، خاصة وأنه كما ذكر هناك بعض العيادات لا تلتزم بشروط السلامة أثناء استخدام المعدات الطبية وهو ما قد يتسبب في نقل العدوى للمرضى، مشيرا إلى أن تخصص الأسنان حسّاس جدا كما قال، ويختلف عن غيره من المجالات الطبية التي لا يتم فيها استخدام أدوات مباشرة مع المريض على غرار الأدوات اللازمة لجراحة الفم والأسنان بما في ذلك أدوات مواد تنظيف الأسنان، مضيفا أن بعض العيادات قد تلجأ حسبه، إلى استخدام أدوات غير معقّمة بشكل جيد ولا تتوفر على مواصفات الجودة وهو ما قد يعرض المرضى والأطباء على حد سواء إلى مخاطر صحية والعدوى بالفيروس، وطالب في هذا الشأن من العيادات التي تعمل في الخفاء ولا تلتزم بتعليمات رئيس الجمهورية ووزارة الصحة، وتستخدم المهنة كتجارة مربحة لها، وتفتح عياداتها وتمارس مهنتها بشكل عادي في هذا الوقت الحساس، بأخذ الحيطة والحذر وعدم التهاون بالعواقب الوخيمة التي قد تنجم عن ذلك.