يواجه مدمنو المخدرات والكحول، حالة نفسية مضطربة وقلقة، جراء التضييق الذي يفرضه عليهم الحجر المنزلي للوقاية من فيروس كورونا، حيث تشهد سطوح العمارات والأقبية، والسلالم في المدن الكبرى وخاصة المتواجدة بالأحياء الشعبية، ليلا، مجموعات شبابية، وجدت ضالتها في هذه الأماكن لتعاطي السموم، ولعل ظاهرة محاولة التمرد الجماعي لكسر حظر التجول، من طرف فئات المراهقين، واختفائهم في إحدى زوايا الحي البعيدة عن أنظار رجال الأمن، تشير إلى وجود مشكلة يعاني منها هؤلاء. وفِي هذا السياق، أكد الخبير الدولي في محاربة الآفات الاجتماعية، الدكتور ناصر ديب، أن سطوح العمارات والفيلات أصبحت مرتعا لمتعاطي المخدرات، وتزداد الظاهرة، مع استمرار حالة الحجر المنزلي، ومنع التجول بعد الثالثة زوالا في ولايات جزائرية، وقال ديب إن الاضطرابات النفسية والعدوانية، تظهر كلما كان هناك نقص للمخدرات والمهلوسات، حيث حذّر من مخاطر ذلك، على فئة من المراهقين، الذين قد يصبحون ضحايا جددا لهذه السموم بعد اختلاطهم بالمدمنين، في ظل الفراغ والملل من الحجر. ودعا الدكتور ناصر ديب، صاحب التحقيقات الميدانية حول الانحراف، ومتعاطي المخدرات، و"الحراقة"، التي توجد نسخها بحوزة قيادة الدرك الوطني، كل القطاعات المعنية، إلى التكفل بفئة مدمني المخدرات، من خلال البحث عن حلول مناسبة، وحذر قائلا: "إذا لم يتم التكفل بهذه الفئة سوف تتكفل هي بِنَا، وتدفع المجتمع إلى حالة اضطراب لا مثيل لها". وأوضح ذات الخبير، أن مصالح الأمن تملك خارطة الأحياء، التي يقطنها مروجو ومتعاطو المخدرات، ولكن لا بد حسبه من التكافل والتضامن وتضافر جهود الجميع، لحل هذه المعضلة التي تزداد تفاقما. وطالب الخبير الدولي في محاربة الآفات الاجتماعية، والمخدرات، الدكتور ناصر ديب، المجتمع المدني، بالتدخل للعمل مع جمعيات الأحياء، قائلا: "إن المجتمع الصغير يتمثل في جمعيات الأحياء، هذه التي تحتك مباشرة بشباب المنطقة وتعرف همومهم وانشغالاتهم". وأضاف موضحا: "كنت منذ 20 سنة تقريبا، قد اقترحت في احدى البلديات هذه الفكرة، وطالبت بتجسيدها ميدانيا، ولكن البلدية لم تقم بدورها بالتكفل بشبابها". وأشار ديب إلى أن الكثير من الشباب قد يقعون خلال مرحلة الحجر المنزلي، ضحية عصابات تبيع لهم مخدرات مغشوشة، مكونة من مواد سامة وأصباغ، وهدفهم من ذلك الربح السريع واستغلال ملل وفراغ فئات تعيش حالة نفسية سيئة، تمليها المرحلة والظروف الاستثنائية، جراء تفشي وباء كورونا المستجد، مضيفا أن هؤلاء المروجين للمخدرات والحبوب المهلوسة، يسممون زبائنهم بها، وهم يتفادون تعاطيها بهدف السيطرة والتحكم في مصير ضحاياهم. وقال الدكتور ناصر ديب، إن المجتمع الجزائري، لم يستوعب بعد أن الفتيات من فئة متعاطي المخدرات في الجزائر، حيث يكمل الحل الْيَوْمَ في انتهاج استراتيجية موحدة لمكافحة آفة المخدرات، وتجسيدها على أرض الواقع من خلال التعاون بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني.