يبدو أن مسلسل "زنجبيل" لم تكتمل حلقته الأخيرة بوهران، حيث عادت هذه الشخصية التي اقترن اسمها بترويج السموم إلى الواجهة أمس بمحكمة الصديقية، على إثر فتح ملف قضية قنطار و18 كلغ من الكيف المعالج التي تورط فيها 10 متهمين من بينهم طالبة جامعية مطلقة وأم لطفلة، فيما يبقى 3 آخرين في حالة فرار، إذ اعترف أحد المتهمين أثناء جلسة المحاكمة "أنه كان يعرف بارون المخدرات "زنجبيل"، بدليل أن مصالح الأمن ضبطت عنده إحدى الوثائق الخاصة بالضرائب تعود إلى هذا الأخير. وقد التمست النيابة العامة توقيع عقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حق 4 متهمين ويتعلق الأمر بالأخوين الشقيقين "رفاتي"، "ش.م" و"ف.م"، و 10 سنوات نافذة ل3 متهمين آخرين هم "ش.م"، "ب.م" والطالبة الجامعية المتهمة "خ.س"، أما المتهمين الثلاثة الآخرين الموجودين في حالة فرار فالتمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة 20 سنة نافذة ضدهم. قضية قنطار و18 كلغ من الكيف تعود إلى تاريخ 31 ديسمبر 2006 بالسانية بالقرب من الجامعة، عندما تمكنت مصالح الشرطة من اكتشاف أمر العصابة التي كانت تريد إغراق وهران بالسموم، وذلك بعد أن لاذ أحد أفرادها الذي كان على متن سيارة من نوع "رونو 25" بالفرار، بمجرد رؤيته للحاجز الأمني، والدافع وراء إقدامه على هذا التصرف هو أن وثائق السيارة التي كانت بحوزته مزورة، علما أن شركائه الآخرين كانوا ينتظرونه على متن سيارة من نوع "بولو" استقلته مباشرة بعد أن ترك السيارة المشبوهة، لتباشر مصالح الشرطة عملية تفتيشها، وبالفعل عثرت ذات المصالح على كمية المخدرات السالفة الذكر، مخبأة بإحكام في إحدى عجلات الإنقاذ التي كانت موضوعة في المقعد الخلفي، بالإضافة إلى رخصة سياقة مزورة، إلا أن الوصل الذي تم العثور عليه والخاص بمحل لغسل الملابس الكائن "بحي يغمراسن"، كان بمثابة المفتاح الذي كشف عن هوية أفراد العصابة، إذ وبعد استنطاق صاحب المحل صرح بأن الوصل هو لإحدى زبوناته، ويتعلق الأمر بالطالبة الجامعية "خ.س" التي اعتادت المجيء عنده رفقة أحد المتهمين، وبالفعل خلصت هذه التحريات إلى توقيفهما ومن ثمة القبض على باقي أفراد العصابة، التي من بينها المتهم "ف.م" الذي يعمل بمرآب لغسل السيارات، حيث ضبطت بحوزته قطعة من الكيف. اعترف المتهم "ق" القاطن بمدينة مغنية أنه كان فعلا يقود السيارة التي ضبطت بها المخدرات، وأنه كان يتردد على الأخوين المتهمين "رفاتي"، كما أضاف أن احتكاكه بمروجي السموم كان أول مرة عندما التقى بأحد الأشخاص على الحدود المغربية الذي منحه هاتف نقال وسيارة من نوع "بولو" ليباشر عملية ترويج المخدرات على التراب الوطني، علما أن العصابة كانت تستخدم سيارات فارهة "كالمرسيدس" في ترويج السموم، أما المتهم "ب.ر" ابن أخت المتهمة "خ.س" أنكر علاقته بأفراد العصابة وصرح بأنه مستهلك فقط للمخدرات وليس مروج لها. محمد حمادي